اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

لماذا نصلي على المنتقلين؟

القمص بنيامين المحرقي

06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش

1. حُكم الله النهائي بشأن تلك النفوس لم يُعلَن بعد، بل هم في حالة انتظار، لذلك تصلي الكنيسة من أجل المنتقلين طالبة لهم الرحمة والمغفرة. كما أن الراقدين لا يكملون بدوننا بقول معلمنا القديس بولس الرسول: «فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ. إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا» (عب11: 39، 40)، فهم في أماكن الانتظار «حَتَّى يَكْمَلَ الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُمْ، وَإِخْوَتُهُمْ أَيْضًا، الْعَتِيدُونَ أَنْ يُقْتَلُوا مِثْلَهُم» (رؤ6: 11).

2. نصلي لأجل الراقدين تعبيرًا عن محبتنا وتقديرنا لهم «لِنَمدَحْ الرِجالَ النُجَباءَ آبَاءَنا الَّذينَ وُلِدْنا مِنْهُم. فيهم أَنشأ الربُّ مَجْدًا كَثيرًا وأبدى عَظَمَتَهُ مُنْذُ الدَهْرٍ» (سيراخ1: 1، 2). فإن كُنّا نصلي عنهم وهم أحياء في الجسد، فلماذا لا نصلي عنهم وهم أحياء بالروح؟ فهم كانوا يصلون عنا وهم أحياء في الجسد، ومازالوا يصلون عنا بعد أن تركوا الجسد. ومن أمثلة ذلك صلاة رئيس الكهنة أونياس، وإرميا النبي من أجل اليهود (2مكابين15: 11-16). كذلك يقول أليفاز التيماني لأيوب الصديق: «اُدْعُ الآنَ. فَهَلْ لَكَ مِنْ مُجِيبٍ! وَإِلَى أَيِّ الْقِدِّيسِينَ تَلْتَفِتُ؟» (أي5: 1). وقد قال الله لإرميا النبي: «وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هَذَا الشَّعْبِ. اطْرَحْهُمْ مِنْ أَمَامِي فَيَخْرُجُوا» (إر15: 1)، على الرغم من أن موسى وصموئيل كانا قد انتقلا. والسيد المسيح في حديثه عن المرأة ساكبة الطيب قال: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَارًا لَهَا» (مر14: 9).

يقول العلاَّمة أوريجانوس: [إن جميع أولئك الناس الذين غادروا هذه الحياة، يحتفظون بمحبتهم لأولئك الذين تركوهم على الأرض، ويكونون مهتمين بسلامتهم، ويساعدونهم بصلواتهم وشفاعتهم إلى الله]. والقديس كبريانوس يكتب في الرسالة إلى البابا الرومانيّ كورنيليوس قائلًا: [فلنتذكر بعضنا بعضًا، وإن كان واحدًا منا عن طريق سرعة التفضُّل الإلهيّ ينتقل من هنا أولًا، فلتستمر محبتنا أمام الرب، فلا تتوقف صلواتنا من أجل إخوتنا و أخواتنا في حضرة رحمة الرب].

3. الصلاة على المنتقلين عمل رحمة ومعروف يُقدَّم لهم، كما يقول يشوع بن سيراخ «لَا تَمنَعْ مَعروفَكَ عَنْ المَيتِ» (سيراخ7: 33)، وأفضل معروف تقدمه للمنتقل هو الصلاة من أجله وطلب الرحمة له.

4. للتمثُّل والاقتداء بهم ونوال بركتهم «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عب13: 7).

5. نصلي على المنتقلين، لكي نقول لله إن هذا الإنسان مُحالَل من جهة الكنيسة، بسلطان الحل والربط الذي منحته للكاهن «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ» (مت18:18). ونتركه لرحمتك ومعرفتك التي تفوق معرفتنا.

6. نصلي من أجل الراقدين، تقديرًا لخدمتهم، فكما أن الله لا ينسى تعب المحبة، فالكنيسة أيضًا لا تنسى تعب محبتهم «لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ» (عب6: 10).

7. كذلك في الصلاة على المنتقلين، فرصة لوعظ الأحياء وحثّهم على التوبة والاستعداد «اَلذِّهَابُ إِلَى بَيْتِ النَّوْحِ خَيْرٌ مِنَ الذِّهَابِ إِلَى بَيْتِ الْوَلِيمَةِ لأَنَّ ذَاكَ نِهَايَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ وَالْحَيُّ يَضَعُهُ فِي قَلْبِهِ» (جا7: 2)، وفيه حث على الاستعداد ليوم الدينونة، حيث نعرف قيمة هذا العالم الزائل، ونتعلم احتقار أباطيل العالم وزوال كل مجده.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx