اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون20 أكتوبر 2017 - 10 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

يسوع القائد

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

20 أكتوبر 2017 - 10 بابة 1734 ش

من أهم عوامل نجاح الخدمة في الكنيسة هو شخصية القائد أو المدبّر الحكيم، وربنا يسوع يقدم لنا نموذجًا للقائد الأعظم الذي يجب أن يقتدي به كل خادم ليكون ناجحًا وأمينًا في خدمته..

وهذه بعض النقاط التي نحتاج أن نحرص عليها في خدماتنا..

1) كان أول عمل يعمله يسوع في بداية فترة خدمته على الأرض هو انفراده للصوم والصلاة على جبل التجربة، وهذه أيضًا هي أهم نقطة لنجاح الخادم، أن يختبر حياة النصرة الشخصية من خلال الانفراد للصوم والصلاة، فليس المهم أن يتخذ المدبّر قرارات ناجحة ويصنع إنجازات ناجحة من الخارج، لكن الأهم أن يكون قائدًا ناجحًا مع نفسه من الداخل أولًا، ويختبر حياة النصرة الداخلية كما انتصر يسوع على جبل التجربة، فالنجاح الداخلي بمعونة الروح القدس هو أهم مقوّمات نجاح الخادم والقائد.

2) القائد الناجح يحتاج أن تكون لديه رؤية واضحة وهدف محدّد وهو خلاص نفسه وخلاص كل من يخدمهم، هكذا كان يسوع قائدًا هدفه أن يخلّص العالم كله «هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ» (يو3: 16)، هذه كانت خطة يسوع في خدمته وتعليمه وكرازته ومعاملاته، وحتى موته المحيي على الصليب، كان اهتمامه الأول يحمل معنىً واحدًا أنه يريد خلاص الجميع.

3) يسوع -كقائد ناجح- اهتم أن يتلمذ آخرين ليكملوا عمل الخدمة، وهو في اختياره للآخرين لم يعتمد على اختيار من يتميزون بالذكاء العقلي ولا الخبرة الشخصية ولا الغنى المادي، بل اهتم أن يختار من يسعى لحياة النقاوة والتوبة والنصرة، فالقيادة في الخدمة ليست عملًا إداريًا بل عملًا روحيًا في المقام الأول، لذلك الاختيار لابد أن يكون روحيًا قبل أن يكون إداريًا.

4) فوّض يسوع -كقائد- تلاميذه ليحملوا بشرى الخلاص للعالم، فهو كان يختار ويعلّم ويرسل ويستمع ويصحّح الأخطاء لتلاميذه في كل رحلات خدمتهم، وهو قد منح تلاميذه سلطانًا أن يصنعوا الأشفية والآيات والعجائب، ولم يخشَ أن يقعوا في الكبرياء، لكنه أيضًا لم يهمل أن يستمع لهم بعد عودتهم من الخدمة، ويصحّح لهم أخطاءهم عندما كانت فرحتهم بخضوع الشياطين لهم، بل عالج أخطاءهم بتعليم سليم «لا تفرَحوا بهذا: أنَّ الأرواحَ تخضَعُ لكُمْ، بل افرَحوا بالحَريِّ أنَّ أسماءَكُمْ كُتِبَتْ في السماواتِ» (لو10: 20). لاحظ أن يسوع أعطاهم الفرصة للخدمة، ثم الفرصة للكلام والتعبير عن الرأي، واستمع لهم باهتمام، واكتشف السلبيات وصحّح الأخطاء، ولم يعاقب أو يوقف عن الخدمة، بل صحّح الأخطاء بهدوء.

5) كان يسوع -كقائد ناجح- يتمسك بضرورة تدريب القيادات، حتى لو كان الإنجاز في البداية غير مُرضٍ، فهو قد قبل اندفاع بطرس وضعف بقية التلاميذ وخوفهم، ودعاهم ليستمروا كشهود له بعد قيامته رغم هروبهم وقت صلبيه، فالقائد الناجح يتابع ويعالج الأخطاء بطريقة روحية هادفة جدًا، فهو لا يثور ولا يعاقب.

6) القائد الناجح يهتم بتقييم العمل والخدمة من فترة إلى فترة، وهو لا يهمل متابعة خدمته، ويهتم بالمؤشرات الإحصائية. فالسيد المسيح قد اهتم أن يعرف عدد الجالسين في الموعظة على الجبل فأوصى أن يتكئوهم خمسين خمسين، وسال واهتم أن يعرف الإمكانيات المتاحة حتى وإن كانت قليلة كخمس خبزات وسمكتين، وأوصى أن يجمعوا الكسر ويقيّموها فكانت اثنتي عشرة قفة مملوءة. وعدّ تلاميذه السمك على بحيرة طبرية بعد القيامة ووجدوها 153 سمكة. هكذا الكنيسة تصلي: "أمّا شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات"، وهي في هذا لا تهتم بالعدد فقط، بل تعتني أن تتابع الجميع ليس فقط ان تطلب الزيادة. فهذا هو ما يعلمنا إياه يسوع القائد الناجح، أن نهتم بكل إنسان.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx