اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون20 أكتوبر 2017 - 10 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

نسمة القدير

مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

20 أكتوبر 2017 - 10 بابة 1734 ش

ورد في سفر أيوب على فم الشاب القديس أليهو بن برخئيل البوزي «قُلْتُ: الأَيَّامُ تَتَكَلَّمُ وَكَثْرَةُ السِّنِينَ تُظْهِرُ حِكْمَةً. وَلَكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ» (أي32: 8).

وهذا يعني أن الروح العاقل الخالد الحر الإرادة الذي أعطاه الله لآدم في بداية خلقة البشرية، هو ضمن نسمة القدير التي نفخها في آدم كقول الكتاب «وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً» (تك2: 7).

وليس ذلك فقط، بل قال أيضًا أليهو بن برخئيل في نفس السفر: «رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي» (أي33: 4) وهو هنا يقصد النفس الحية أي حياة الجسد التي أُعطِيت أيضًا لآدم مع الروح العاقل عند خلقته.

لذلك يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكى: «وَإِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1تس5: 23). وهذا معناه أن الإنسان مكون من روح عاقل ونفس حيّة وجسد. والنفس الحيّة تعني حياة الجسد.

والروح والنفس تعبيران يتبادلان أحيانًا في الكتاب المقدس. ولكن الروح البشري خالد أمّا النفس الحيّة فليست خالدة لأنها لا تستمر عندما يموت الجسد.

ومن أمثلة تبادل التسمية (فقط) بين لقب "الروح" ولقب "النفس" ما ورد عن روح السيد المسيح البشري العاقل المتحد باللاهوت في موضعين:

1- عندما سلّم الروح على الصليب في يد الآب «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» (لو23: 46).

2- «الْمَسِيحَ... مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ» (1بط3: 18، 19).

وبالتبادل مع لقب "الروح" ولقب "النفس" الذي أوردناه في النصين السابقين نجد أنه ورد في نبوة المزمور التي ذكرها أيضًا بطرس الرسول في عظته يوم الخمسين «لأَنَّكَ لَا تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الجحيم. لَا تَدَعَ قدوسك يَرَى فَسَادًا» (مز15: 10 (بحسب الترجمة السبعينية)، أنظر أع2: 27). وبالطبع فإن روح السيد المسيح هو الذي نزل إلى الجحيم من قِبَل الصليب، وهو الذي حرّر المسبيين الذين رقدوا على رجاء الخلاص، وهو الذي نقلهم إلى الفردوس الذي فتحه بقوة خلاصه العجيب. فعبارة «لَا تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الجحيم» مقصود بها "لا تترك روحي في الجحيم"، ويُفهم ذلك من سياق الحديث أو الحدث نفسه. وقد شرح القديس بطرس هذه المسألة فقال عن داود وما قاله في المزمور عن السيد المسيح «فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ. سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْجحيم وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا» (أع2: 30، 31) وأضاف قائلًا: «فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذَلِكَ» (أع2: 32). والمفهوم طبعًا أن قيامة السيد المسيح كانت بعودة روحه البشري المتحد باللاهوت إلى جسده المتحد باللاهوت الذي لم يرَ فسادًا مع تحول هذا الجسد غير الفاسد إلى جسد القيامة الروحاني الممجد.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx