اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون20 أكتوبر 2017 - 10 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 41-42

اخر عدد

في ذكرى نياحة القديس يحنس القصير هذا ملاك وليس إنسانًا

نيافه الانبا مكاريوس الاسقف العام

20 أكتوبر 2017 - 10 بابة 1734 ش

من المواقف التي أثّرت فيّ خلال مطالعتي لسيرة القديس يحنس القصير، هو قبوله أن يشرب من يد شيخ كبير كان يمرّ بالماء بين الإخوة أثناء تناولهم الطعام، وبينما استحى الجميع من أن يأخذوا الماء من يد الشيخ، قَبِل القديس منه ذلك ببساطة. فلمّا سُئل أجاب: إنني أردتُ أن ينال بسببي أجر كأس الماء البارد، وقد استحيتُ أن أردّه.

وهو منهج راقٍ أن تأخذ بشكر من يد أحد، وأن لا تُسبِّب حرجًا لشخص يأمل في أن تستجيب لبادرة الحب منه، وأن تأخذ منه على سبيل الاتضاع، وأن لا تفحص كثيرًا في الأمر وهو يقف مقابلك ملتمسًا أن تستجيب له.

إنه أمر يتكرّر مع كثيرين، حين يقدمك أحدهم لتمرّ أمامه، فإذا استعفيتَ كثيرًا فقد أصررتَ على أن تبدو أكثر اتضاعًا؛ وهذه كبرياء. وإذا استجبتَ سريعًا فقد يُحسَب ذلك عجرفة منك. أمّا إذا أخذتَ الأمر ببساطة فأطعتَ متضعًا فهذا سلوك جيد.

هكذا سلك القديس يوحنا خلال مسيرته الرهبانية، فروى عودًا يابسًا صار شجرة عظيمة، وأمسك بكلب فلم يكن إلّا ضبعة، وقبع تحت قدمي معلمه اثنتي عشرة سنة دون تذمُّر أو تململ أو فحص، وفي النهاية لم يكن من أبيه إلّا أنه أمسك بيده مُسلِّمًا إيّاه إلى الشيوخ قبيل نياحته قائلًا: "تسلموا هذا منّي فهو ملاك وليس إنسانًا."

بركة صلاته فلتكن معنا. آمين



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx