اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

الحقّ

مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش

مَا هُوَ الحَقَ؟

كلمة الحق لها ثلاثة معانٍ وهي:

1- الحق بمعنى الصدق Truth. كما في عبارة "أقول الحق لا أكذب".

2- الحق هو ما يستحقه الإنسان أي الذي له. وهنا بمعنى كلمة Right. ومن هنا جاءت عبارة حقوق الإنسان Human rights.

والإنسان الحقاني هو الذي يُقيم الحق، ويحكم بالحق. أي أنه إنسان عادل.

والكلية في الجامعة الخاصة بالقانون هي كلية الحقوق، أي التي تدرس حق كل إنسان وما له وما عليه. وقديمًا كانت وزارة العدل تُسمّى وزارة الحقانية. وفي المحاكم ينبغي على الشاهد أن "يقول الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق".

3- والحق أيضًا هو الله، في المسيحية وفي الإسلام. ففي المسيحية يقول الرب «أنا هو الحق والطريق والحياة». وفي الإسلام الله هو القدوس والحق والسلام... من أجل ذلك فإن من يدافع عن الحق، يدافع عنه أي الله يدافع عنه. أي أن مَنْ يقف إلى جوار الحق، إنما يقف إلى جوار الله. والله يعينه وينصره.

+ من أجل كل هذا وُجِدت هيئات لحقوق الإنسان تدافع عنها. أيضًا عن حقوق الدول، كما في موضوع ماء النيل وتوزيعه.

وقد ضُبِط الحق بقوانين تدخل في جميع التفصيلات الخاصة بها. يوضح المنازعات بين أصحاب الحقوق.

أنواع مِنَ الحقوُق:

1- لكل إنسان الحق في الحياة. ولا يجوز لأى أحد أن يحرمه من هذه الحياة كأن يقتله مثلًا. الكتاب المقدس يقول «سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانَ يُسْفَكُ دَمُهُ» (تك9: 6). أى يُوجد إنسان (وهو القاضي) ويقضي بسفك دم هذا القاتل.

ويدخل في حدود القتل: الإجهاض. وهو قتل نفس حتى قبل أن تخرج من البطن. والجنين هو نفس حيّة من حقها أن تستمر في الحياة. ومن حق الحياة أن يكفل المجتمع لكل إنسان حقه في الأكل والشرب الذي تتوقف عليه الحياة. وحقه أيضًا في العلاج. فلا يتركه المجتمع لكى يموت. وإنما يتكفّله بالطب والدواء. ومن هنا فإنني أقابل بالإعجاب مستشفى سرطان الأطفال. وكذلك المستشفيات المتعددة التي تعالج السرطانات، وأمراض الجزام، وأمراض السُل... كل تلك الأمراض التي تهدد حياة الإنسان بدرجة خطيرة، وأمثالها.

ومن حقوق الإنسان: حقه في العدل والمساواة، وحق التقاضي. وحق الحرية بحيث لا تكون لون من التسيُّب، أو أن يستخدم الإنسان حريته ضد حقوق الآخرين وحرياتهم. ويدخل في نطاق الحرية: حرية الفكر والتعبير عن الرأى، بحيث لا يتناول هذا التعبير الإيذاء بالآخرين أو بنظام الدولة.

ومن حقوق الإنسان: حق الزواج بحيث أن يكون زواجًا سليمًا لا يصطدم بقانون أو بعقيدة أو بخطأ اجتماعي.

ومن حقوق الإنسان حق العمل، وفي ذلك من حق الأجير أن يأخذ أجره بغير إجحاف به، أو ظلمه بما لا يتناسب مع تعبه.

ومن الحقوق أيضًا حق الفقير على المجتمع. فلا يهمله المجتمع ويتغاضى عنه حتى يضيع أو أن يلجأ إلى أنواع من الخطية يعالج بها فقره. وهنا أتذكر عبارة قالها أحد الأدباء الروحيين وهي: "ليس المسروق بريئًا من خطية السرقة"، ويقصد المسروق البخيل الذي يعيش وسط الفقراء ولا يُحسن من ماله إليهم، فيضطرون إلى سرقته لكي يعيشوا. فهم مدانون طبعًا ولكن ذلك الغني البخيل ليس بريئًا، إذ قد دفعهم ببخله إلى سرقته.

مُلاحَظات:

1- من المعروف أن "كل حق يقابله واجب، أو واجبات"... فالعامل له الحق في الأجر. ولكن عليه أيضًا واجب في الإنتاج. وحقنا في عمل الوطن لأجلنا، يقابله واجب في عملنا نحن لأجل الوطن من كافة النواحي.

2- وكل إنسان من حقه أن يتمتع بكل الحقوق السابقة. ولكن "في نطاق النظام العام". فسائق العربة مثلًا من حقه أن يصل إلى هدفه. ولكن من واجبه أنه لا يكسر قواعد المرور لكي يصل.

3- إننا جميعًا نطلب الحق أمام الله. وقد قال داود النبي «أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان، لأن مراحم الله واسعة». فالله (تبارك اسمه) هو العدل المطلق، وهو في نفس الوقت الرحمة المطلقة. عدله كله رحمة، ورحمته كلها عدلًا. والذي لا يجد حقه عند الناس، لابد أنه سيجد حقه عند الله.

4- المهم في منح الحق، السرعة أيضًا في منح هذا الحق. لأنه كثيرًا ما تكون هناك نتائج سيئة جدًا نتيجة البطء في منح الحقوق.

الحَق كُلّ الحَقّ:

ينبغي لمن يحكم بالحق أن يضع أمامه كل التفاصيل وليس بعضها أو نصفها. والمثل يقول "أنصاف الحقائق، ليس فيها إنصاف للحقائق"، ويضربون مثلًا لذلك عبارة (لا تقربوا الصلاة) وترك نصفها الآخر (وأنتم سُكارى). أو نظرية نصف الكوب الممتلئ. فالبعض يشكو من النصف الفارغ، ولا ينظر إطلاقًا إلى النصف الممتلئ. ومثله أيضًا الورد والشوك. فالبعض يُعجب بالوردة ورائحتها وشكلها ولا يلتفت إلى الشوك. والبعض يركز على الشوك ولا يلتفت إلى الوردة.

لهذا قد يأتي إلى القاضي إنسان قد فقد إحدى عينيه نتيجة لاعتداء من شخص آخر. فلا يصح أن يحكم بظلم الشخص الآخر قبل أن يراه إذ قد يكون قد فقد عينيه الاثنتين. وأيضًا نصف الحقيقة النظر إلى النتيجة. والنصف الآخر هو السبب الذي أدى إلى النتيجة.

ومن الفكاهات في هذا المجال: أن متهمًا بالسرقة وقف أمام القاضي. فسأله: ماذا أخذت؟ فقال وجدت حبلًا ملقى في الطريق فأخذته وسرت، وهنا قال له القاضي بحزم: هل هو فقط مجرد حبل؟ فأجاب المتهم: وقال هو حبل ولكن في آخره كانت مربوطة معزاة. وهذه طبعًا هي نصف الحقيقة الهامة في الموضوع. من نصف الحقائق أن ننفعل بالمشاكل التي حولنا. أما النصف الآخر هو أن نقول: ربنا موجود سوف يحل المشاكل. ونذكر أيضًا أن كل الأشياء تعمل معًا للخير.

 


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx