اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

خرج الزارع ليزرع

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش

تحدث يسوع مع تلاميذه والجموع عن مَثَل الزارع الذي خرج ليزرع، منتظرًا الثمر من كل نوع من الأراضي. والمَثَل وإن كان يتكلم عن قبول الإنسان لكلمة الرب في حياته، إلّا أنه يشير أيضًا بصورة أو بأخرى إلى اختلاف وتنوع البيئات التي تخدم فيها الكنيسة في كل العالم، فالكنيسة قد تخدم مناطق حضرية يسكنها الموظفون، وقد تخدم في مناطق صناعية أغلب سكانها من العمال، أو مناطق زراعية، أو مناطق اغتراب.. الخ، من مجتمعات الخدمة المختلفة التكوين، والمختلفة الاحتياجات في ذات الوقت... وعلى الكنيسة كأم أن تخدم في كل منطقة وتسدّد احتياجات الرعية فيها... وهذه بعض الأمثلة.

1- الكنيسة في مناطق الموظفين تخدم قطاعات عريضة من المتعلمين الذين ربما تضطرهم الظروف للسكن بعيدًا عن بلادهم الأصلية، وفي هذه المناطق تظهر صعوبة ضعف انتماء هذا القطاع من الرعية لكنيسة المنطقة وانتماؤهم بالأكثر لكنيسة مكان نشأتهم. لذلك على الكنيسة في هذه المناطق أن تهتم بتأكيد انتماء الرعية لها وذلك عن طريق تكليفهم ببعض الخدمات ليؤدوها للكنيسة، وهذا يساعد في زيادة انتماء الرعية لكنيستهم الجديدة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام باللقاءات الروحية، والاهتمام بخدمة الافتقاد، وخدمة الأنشطة كالنادي أو الحضانة، وخدمة الأغابي وغيرها من الخدمات التي تساعد على تجميع الرعية.

2- المناطق الريفية وهذه المجتمعات تحتاج من الكنيسة أن تكون أكثر قربًا من أولادها في حياتهم اليومية، تساعد في تنمية قدراتهم ومعارفهم الزراعية، والاهتمام بتوعيتهم وحل مشاكلهم. وكثير من مجتمعات الريف في مناطق الوجه البحري قد تعاني من قلّة كثافة الرعية في تلك المناطق التي ربما يعيش فيها عدد قليل من الأسر، وربما في بعض المناطق الرعوية يشكّل هذا القطاع الذي لا تتوفر له كنائس مبنية أكثر من نصف الرعية! لذلك تحتاج الكنيسة في هذه المناطق أن تهتم بخدمة المذابح المتنقلة، كما تهتم بخدمة تنمية البسطاء من محو أميتهم وتعليمهم بعض الحرف، وتنمية المرأة الريفية.. الخ من الخدمات، مع ملاحظة ان هذه المجتمعات البسيطة هي مجتمعات أكثر استجابة لأنها تعيش بالايمان في الله الذي ينمي غلّاتهم ويقود حياتهم بمعونته ونعمته في سقوط الأمطار وتنمية الزروع الخ.

3- خدمة المناطق والمجتمعات العمرانية الجديدة وهي مناطق متعددة الثقافات، والرعية التي تسكنها تكون مختلفة الطبقات الاجتماعية ومختلفة المعارف ومستويات الثقافة، وفي هذه المناطق تحتاج الكنيسة أن تراعي اختلاف المستويات الثقافية في كل خدماتها، كما تحتاج أن تهتم بخدمة الافتقاد وخدمة الحضانات لرعاية الأطفال الرضع للأمهات العاملات في تلك المناطق.

4- مجتمعات الاغتراب وهي نوع آخر من مجتمعات الخدمة، فيها قد تغترب الرعية للدراسة في الجامعات، أو يغترب الفتيان والفتيات قي سن المدارس الثانوية أو الإعدادية لعدم وجود مدارس في مناطق سكناهم، وقد يغترب البعض بحثًا عن الرزق فيترك أرضه في أقاصي الصعيد ليتغرّب في مناطق أخرى زراعية أوفر حظًا في الإنتاج، وفي هذه المناطق تحتاج الكنيسة إلى تكثيف الخدمة الروحية، والاهتمام بشرح الإيمان ببساطة ووضوح، وتثبيته في قلوب الرعية حرصًا من الانزلاق في فخ الصداقات الرديئة أو محاولات التشكيك في الإيمان.

5- مجتمعات الشواطئ وهي خدمة المناطق الساحلية التي تستضيف أعدادًا كبيرة من المصيِّفين وتحتاج إلى تنظيم خدمات روحية واجتماعية مناسبة لهم في تلك المناطق، تحافظ على روحياتهم، وتحفظهم من الالتجاء لأماكن غير أمينة للترفيه.

6- أخيرًا خدمة المناطق العالية الكثافة السكانية وهي في الأغلب مناطق عشوائية ضيّقة، تحتاج الكنيسة أن تعتني فيها بخدمة النوادي لتتجنّب ظاهرة اللجوء إلى الشوارع للترفيه واللعب بما تحمله من مخاطر الانحراف والاندماج في صداقات رديئة تؤدي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية والروحية في المستقبل.

نعلم أنه جهد رعوي مضاعف على كل الكنائس والخدام، إلّا أنها ضرورة لنربح أولادنا في كل المجتمعات.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx