اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

وعود وعهود

مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش

إن الله لم ينسَ وعده، لكنه كان ينتظر الوقت المناسب. وذلك بعد أن يكون قد أعدّ كل شيء. وقد كُتبت نبوات كثيرة ورموز كثيرة في الكتب المقدسة تُمهّد لمجيء المُخلِّص. لأن تجسُّد كلمة الله، أو ظهور الله الكلمة في الجسد، لم يكن شيئًا بسيطًا يستطيع الإنسان أن يفهمه، أو يستوعبه. فكان لابد أن يمهّد الله برموز وأحداث كثيرة. وكلّما تقدّم الزمن ازدادت المقاصد الإلهية وضوحًا، حتى صارت واضحة كالشمس على خشبة الصليب وفي قيامة المصلوب من الأموات.

إن صراخ البشرية قد وصل إلى أذنَي رب الجنود وقام الآب السماوي بتجهيز كل شيء من أجل خلاص البشرية، وفي إعداده للخلاص أعطى وعودًا وعهودًا.. وكان الثالوث القدوس يعمل بكل قوة من أجل إتمام الخلاص. فكل ظهورات الله في العهد القديم هي ظهورات للابن الوحيد قبل التجسد وقد كانت تمهيدًا واضحًا لظهوره بالتجسد الفعلي كقول معلمنا بولس الرسول «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، اومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ» (1تي3: 16).

وكل النبوات نطق بها الروح القدس على فم الأنبياء القديسين الذين هم منذ الدهر. والآب السماوي أرسل ابنه الوحيد الجنس لإتمام الفداء، وأرسل موعده بالروح القدس ليقود الكنيسة لاقتناء ثمار الفداء، كما أنه قد دبّر مع الابن والروح القدس كل شيء من أجل خلاص البشرية ومنحها المواهب والعطايا النازلة من عنده؛ أي من عند أبي الأنوار.

وقد أعد الرب كل شيء قبل الزمن كقول معلمنا بولس الرسول «لا بمُقْتَضَى أعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ. وَإِنَّمَا اظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي ابْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ» (2تي1: 9-10). وعبارة «قبل الأزمنة الأزلية» هي نفسها عبارة «قبْل كل الدهور» التي وردت في قانون الإيمان النيقاوي-القسطنطيني.

لا توجد شخصية في الكتاب المقدس لا ترتبط بقضية الفداء والخلاص.. كثير من شخصيات وأحداث الكتاب المقدس في العهد القديم ترمز من جانب أو آخر إلى شخص أو عمل السيد المسيح. ونستطيع من خلالها أن نرى صورة السيد المسيح الفادي معلقًا على الصليب مخَلِّصًا للبشرية؛ وهذا هو الهدف الذي كان يسعى إليه كل الأنبياء ليُظِهروا ما أعده الله؛ فما أعده اللَّه الآب «قبل الأزمنة الأزلية» قد تحقق عندما جاء السيد المسيح مُرسَلًا من الله الآب «حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا» (أف1: 9-11)، وذلك من أجل خلاص البشرية وتحقيق مواعيده الصادقة... كذلك جهّز الله البشرية بالذبائح الكثيرة؛ لكي تفهم قصد الله في مسألة الخلاص أنه «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عب9: 22). وعهد الختان الذي أقامه الله مع إبراهيم كان رمزًا لصلب الإنسان العتيق في المعمودية «خِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ» (رو2: 29).

تجهيزات وإعدادات ليس فقط بالرموز، ولكن بالظهورات، والنبوات الكثيرة جدًا وعلى مدى آلاف السنين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx