اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

النضج العاطفي اللازم للزواج

نيافة الأنبا موسى

03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش

ذكرنا في فيما مضى أن هناك زوايا نضج هامة يجب أن يتمتع بها كل من الشاب والشابة، قبل التفكير في الزواج  وذكرنا منها 1- النضج الروحي، 2- النضج النفسي... ونستكمل موضوعنا بالحديث عن:

النضج العاطفي:

وهذا أمر هام أيضًا، إذ هناك فرق شاسع بين شاب تحرّكه حرارة العاطفة، وبين آخر تحرّكه المحبة الروحانية. إن العاطفة كثيرًا ما تكون خدّاعة ومتقلّبة، فهي جزء من الجهاز النفسي في الإنسان الطبيعي. وهي مجرد انفعال متكرر من نحو شخصية معينة، تصحبه راحة. ولكن هل هذا الإحساس البشري هو الفيصل المناسب في موضوع اختيار شريك الحياة؟ أين رأي الله؟ وأين رأي العقل؟ أين رأي الأسرتين؟

بل أكثر من ذلك، إن العاطفة عمومًا جزء من الجسد، أي أنها جزء من الإنسان الطبيعي، وما لم ترتفع وتتسامى إلى مستوى الروح والقداسة والمحبة المسيحية، فإنها سرعان ما تتدنّى إلى تورُّطات حسّية خطيرة. لذلك فالزواج المسيحي قد يبدأ بحب روحاني هادئ متسامٍ، بينما الزواج العاطفي يبدأ بحب حسي مشوب، سرعان ما يتناقص بعد أن ترتفع عنه العقبات والعوائق، ونكتشف أنه لم يكن حبًا على الإطلاق. فالعاطفة أخذ ثم عطاء، أمّا المحبة الروحانية فهي عطاء حتى دون أن يأخذ. لذلك فالحب العاطفي يتبخر لدى أول امتحان: حين يخطئ الشريك، أو حين يطلب أو يحتاج دون أن يتمكن من تقديم العوض، وذلك في ظروف مرض أو ضيقة أو مشكلة...

أمّا المحبة الروحانية فجوهرها العطاء، لذلك فهي تعطي بسخاء ولا تعيّر، تمامًا كما يعطينا الرب دون انتظار لمقابل.

من هنا كان لابد من نضج عاطفي، فيه يتمكن الشاب من التمتع بإنسكاب محبة الله الباذلة في قلبه، ليتمكن بعد ذلك من العطاء السخي دون انتظار العوض. وهنا يزدهر الحب بالزواج، ويستمر رغم كل مصادمات الحياة، شهادة للرب الذي أحبنا ونحن بعد خطاة.

إن الكثير من الزيجات الآن تهتز بعنف أمام ضربات الحياة، بسبب الأنانية والعاطفة المتقلبة، وحينما تتألّه "الأنا" تتمزق الأسرة.

لذلك يجب أن يسير الشباب في ضوء ثلاثي: نعمة الله - الإرشاد الروحي - التفاعل الأسري.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx