اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 43-44

اخر عدد

لا تعود فاك الحلف (سيراخ23: 9)

القمص بنيامين المحرقي

03 نوفمبر 2017 - 24 بابة 1734 ش

+ الحلف في العهد القديم: لقد عالج الله في العهد القديم الأمراض الروحية على قدر ما تسمح به حالتهم الروحية، لذلك سمح لشعبه بالقسم في العهد القديم أن يقسموا باسمه هو وليس باسم الآلهة الأخرى الوثنية، كدلالة على تمسُك اليهود بالله، أمام الشعوب الوثنية التي كانت تحلف بأوثانها. فقد خشي الله على شعبه أن يُقسموا بأسماء آلهة أخرى، فأوصاهم قائلًا: «لاَ تَدْخُلُوا إِلَى هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ أُولَئِكَ الْبَاقِينَ مَعَكُمْ, وَلاَ تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلاَ تَحْلِفُوا بِهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا» (يش23: 7). أعطاهم الرب أن يحلفوا باسمه، إعلانًا لاسم إلههم وتمييزًا لهم؛ وأوصاهم أن لا ينطقوا باسم الرب إلههم باطلًا (لا19: 12). وأن لا يحنثوا في أقسامهم بل يوفوا للرب الأقسام. ورغم ذلك كان الحلف أمرًا غير مُحبَّب، فيقول يشوع بن سيراخ «لا تعوّد فمك الحلفان، ولا تحلف باسم العَلي... الرجل الكثير الحلفان يمتلئ إثمًا» (سي23: 9، 12). وقال القديس يوحنا الأسيوطيّ: [الحلفان الدائم هو كذب، والكلام الخالي من الكذب، هو المملوء حقًا].

+ الحلف في العهد الجديد: علّم السيد المسيح في الموعظة على الجبل، قائلًا: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ...» (مت5: 33، 34). فعالج الأمراض الروحية في العهد الجديد من جذورها، من منبعها.

لماذا عدم القسم؟

1– لإننا لا نملك ما نقسم به: الذي يقسم بشيء ينبغي أن يملك ما يقسم به، وهذا ما أوضحه السيد المسيح كسبب منع القسم في شريعة العهد الجديد. وحيث إن الإنسان لا يملك حياته لأنها مكتسبة وليست ذاتية، فالحياة عطية من الله، وكذلك لا يملك الإنسان جسده، لأن أجسادنا هي «أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ» (1كو6: 15). وهكذا لا يحلف «بالسماء لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ» (مت5: 34، 36).

2– المسيحي وأمانة الكلمة: أشار السيد المسيح إلى أمانة الكلام، قائلًا: «لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ» (مت5: 37). فمن يتكلم بالصدق، يكون قد صنع شيئًا صالحًا. لأن "ما زاد عن ذلك فهو من الشرير".

3– المسيحي يقدم شهادة حية عن المسيح، فإذا كان السيد المسيح هو الحق، فقد قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ» (يو14: 6)، وكان يتكلم دائمًا معلنًا الحق: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ ...» (يو14: 12). هكذا ونحن في المسيح عرفنا الحق و«أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ» (عب10: 26). فيجب أن يكون كلامنا صدقًا وحقًا وفي الحق (في المسيح).

هكذا تكلم القديس بولس: «أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ» (رو9: 1)، فالصدق في المسيح يعني أنه علينا أن نسير في طريق الصدق، ونمارس الصدق عمليًا وليس مجرد التكلم بالصدق. كما يجب أن يكون هذا الصدق مرتبطًا بالمحبة، وينمو في كل شيء إلى المسيح الذي هو الرأس.

الحلف أمام القانون: القانون المصري (مادة 128 من قانون المرافعات) يسمح للإنسان أن يعتذر في المحكمة عن أداء القسم، حسبما تكون شريعة دينه. يمكنه فقط أن يعطي وعدًا للقاضي أن يقول الحق.

الحق لا يحتاج إلى حجة تسنده، ولا إلى حلف يؤيّده. بل على العكس الحلف يحطّ من قدر ناطقه، وينال من كرامته. وقد قال القديس يوحنا ذهبيّ الفم: [إذا شاهدت نفسك أو أحد أولادك أو عبيدك يحلف دائمًا، فامنع عنه أو عنك الطعام ، لأنه متى تأدّب اللسان بالجوع، لا يعود يجسر على الحلفان، لأن تعب الجوع يجعل الشخص يتوقف عن القَسَم].



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx