اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون17 نوفمبر 2017 - 8 هاتور 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 45-46

اخر عدد

خمسة أعوام مباركة في حياة قداسة البابا تواضروس

نيافة الأنبا موسى

17 نوفمبر 2017 - 8 هاتور 1734 ش

منذ أعوام كثيرة، أكثر من 20 سنة، عرفت قداسة البابا تواضروس الثاني، منذ أن كان أسقفًا عامًا، بل وقبل ذلك حين كان راهبًا يخدم مع نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس (حكيم الكنيسة القبطية) في تلك الفترة، حيث شارك قداسته، وخدم معنا في المؤتمرات الصيفية والشتوية، التي كانت تعقدها أسقفية الشباب سنويًا، في بيت مارمرقس بالعجمي بالإسكندرية. فقد كان مسئول لجنة الطفولة في مهرجان الكرازة المرقسية، لما يتميز به قداساته من حب خاص للأطفال وخدمتهم، إيمانًا منه بأن هذه هي "البراعم" التي ستفرز لنا مستقبلًا زاهرًا للكنيسة القبطية، في الأجيال القادمة إن شاء الله، بالإضافة إلى ما تميز به قداسته من "ثلاثيات"، كان يكتبها في "مجلة أغصان"، التي تصدرها أسقفية الشباب، وقد نُشِرت في كتب "ثلاثيات".

يملك قداسة البابا تواضروس الثاني منذ بداية خدمته بالكنيسة، رؤيا مستقبلية للكنيسة في مجالاتها المتعددة: الرعوية - والتعليمية - والرهبانية – والمسكونية – والوطنية... وقد ظهر منها المزيد في لقاءاته في المجمع المقدس، منذ الاجتماع الاول، وذلك من أجل تطوير العمل الكنسي، خدمةً للمسيح والكنيسة والوطن.

ثم جاء الاختيار الإلهي، في قداس القرعة الهيكلية، استجابة لصلوات وأصوام الشعب القبطي في كل أنحاء العالم، وقيادات الكنيسة كلها. لذلك تعتبر الكنيسة إن يوم 18 نوفمبر يوم تاريخي في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي تاريخ مصر، حيث تم في هذا اليوم جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا للإسكندرية، بطريركًا للكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر وأفريقيا، على كرسي مار مرقس الرسول، ليكون البابا رقم 118 في سلسلة البطاركة، خلفاء مار مرقس الرسول..

عمل قداسة البابا منذ أن أعتلى كرسي مارمرقس في كثير من المجالات منها:

1- برز دوره الوطني خلال ثورة 30 يونيو ومن خلال مواقفه الوطنية داخل مصر وفي المحافل الدولية. وكذلك علاقاته الطيبة مع رؤساء مصر، بداية من المستشار عدلي منصور ثم الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما التقى بكثير من الرؤساء والأمراء على مستوى العالم.

2- العلاقات المسكونية والوحدة المسيحية: تفعيل العلاقة والحوارات اللاهوتية بين كنيستنا وبقية الكنائس، وأجرى الكثير من اللقاءات والزيارات مع رؤساء تلك الكنائس في مصر والخارج. إن قداسة البابا يتسم بصدر واسع، وقلب محب، به يتعامل مع كل الطوائف المسيحية من حولنا، ففي النهاية نحن جميعًا للمسيح. وقداسته يدعم الحوارات اللاهوتية التي بدأها مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث، مع إخوتنا الروم الارثوذكس، والكاثوليك، والإنجيليين، والأسقفيين... حتى نناقش أيّة خلافات عقائدية في روح المحبة والموضوعية، بغية الوصول إلى الوحدة الكنسية المُرتجاة والشركة الكاملة.

3- التفاعل المجتمعي: فقداسة البابا يدرس بعمق كل ما في المجتمع المصري من ظواهر ومستجدات، ويتفاعل أيضًا مع كل هذا، حتى نصل جميعًا - مسلمين ومسيحيين - إلى وطن هادئ مسالم، ينمو بالمحبة، وينبذ العنف والانقسام، وإنني أثق أن لدى قداسته الحكمة الالهية التي ستطفئ أيّة فتنة طائفية، إذا حدثت لا قدر الله، بل أنه سيمضي من مستوى منع الخصومات إلى مستوى التعاون الإيجابي الخلّاق، من أجل رفعة مصرنا العزيزة.

4- من الناحية الإدارية: حيث قام قداسة البابا بإعداد مجموعة من اللوائح المُنظِّمة للخدمة والعمل الكنسي، مثل: الرسامات الكهنوتية - التربية الكنسية- لجان الكنائس – دليل الرهبنة القبطية وإدارة الحياة الديرية.

5- كذلك تعديل لوائح انتخاب البابا والأحوال الشخصية وأديرة الرهبنة بناء على وعود سابقة. وإعادة هيكلة المجلس الإكليريكي.

6- تعيين نائب بابوي في أوروبا وامريكا الشمالية، والاعتراف بعدد من الأديرة في مصر والخارج.

7- الاعتراف بقداسة البابا كيرلس السادس وكذلك الأرشيدياكون حبيب جرجس، مؤسِّس الإكليريكية ومدارس التربية الكنسية.

8- أمّا في مجال رسامة الأساقفة والكهنة، فقام قداسة البابا برسامات عشرات الأساقفة لتغطية احتياجات الإيبارشيات، بلغ عددهم حتى الآن 39 أسقفًا، وقام بتجليس بعض الأساقفة العمومين، ورسامة ستة من الأساقفة في رتبة مطران. كما أسس إيبارشيات جديدة في مصر والخارج ومنها: الوادي الجديد، وتقسم إيبارشية الجيزة إلى خمس إيبارشيات، وفي الخارج في كندا ايبارشية مسيساجا، وفي أمريكا إيبارشيتي نورث كارولينا ونيويوك، وفي أوروبا اليونان، وجنوب فرنسا، باريس، وألمانيا والمجر ووسط أوروبا... بالإضافة إلى رسامة عدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات.

9- وفي مجال التعليم: اهتم قداسة البابا بإعادة هيكلة الكلية الإكليريكية، ومعهدي الدراسات القبطية والرعاية، وفي السياق نفسه، أقام مشروعي: "الألف معلم قبطي"، و"قائد أرثوذكسي مؤثر وفعّال".

10- التقى قداسته بمجموعات كثيرة من الأطفال والشباب من إيبارشيات متعددة في الداخل والخارج، وتحاور معهم ورد على أسئلتهم.

11- قام بزيارات رعوية كثيرة للخارج منها: النمسا وألمانيا والنرويج وفلندا والمجر والسويد وإيطاليا وانجلترا وأيرلندا واليونان وأرمينيا واليابان وأمريكا وكندا وأستراليا، بالإضافة الى إثيوبيا والكويت ودول الخليج.

12- قام بإعداد الميرون المقدس مرتين في 2014 و2017.

إنها حياة حافلة برعاية مباركة، وإنجازات كثيرة.

حفظ الله قداسة البابا تواضروس الثاني بيمينه الحارسة، وملأه بروحه القدوس، لخير الكنيسة المقدسة آمين.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx