اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون17 نوفمبر 2017 - 8 هاتور 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 45-46

اخر عدد

البابا تواضروس في عيون الآخرين

دكتور رسمي عبد الملك

17 نوفمبر 2017 - 8 هاتور 1734 ش

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 18 نوفمبر بعيد جلوس قداسته الخامس على كرسي مار مرقس الرسول. والتساؤل الذي أردت أن أستفسر عنه هو نفس السؤال الذي سأله السيد المسيح لتلاميذه : ماذا يقول الناس عني؟؟ وتخيلت أن قداسة البابا يتساءل نفس السؤال، كيف نراه؟ ما منهجه؟ ما أهم ما يتميز به من سمات وصفات؟ ماذا رأينا بأعيننا؟ وماذا سمعنا بآذاننا خلال خمس سنوات؟

قداسته جاءت به القرعة الهيكلية يوم 4/11/ 2012 (يوم عيد ميلاده)، في وسط مشاعر غامرة بالفرح والبهجة، هدية السماء، في وقت صعب تمر به البلاد وقتئذ، بالاضافة إلى مشاعر التوتر والقلق بين أبناء الكنيسة بعد نياحة قداسة البابا شنوده الثالث. وكان الجيع ينظرون إلى السماء، بكل قلوبهم، وفجأة يعلن المايسترو الرائع (الذي قيل عنه "البطريرك الذي لم يحمل رقمًا 117/118)، نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والقائمقام، أعلن نيافته الاسم الذي دعاه الروح القدس، وكأننا نسمع نبوءة إرميا «قَبلَما صَوَّرتُكَ في البَطنِ عَرَفتُكَ، وقَبلَما خرجتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّستُكَ. جَعَلتُكَ نَبيًّا للشُّعوبِ» (إرميا1: 5).

ماذا رأينا في قداسته؟

+ إنه صاحب رؤية عصرية شاملة ومتكاملة، يمتلك ذهنًا يميل إلى التنظيم الدقيق العلمي، ويتضح ذلك من إعداد اللوائح التنظيمية التي تسبق أي عمل في الكرازة، ويؤمن بقدرات الجميع، لذلك فهو يفوّض العديد من المسئوليات لمن لديه الكفاءة لهذا الأداء إيمانًا بالعمل الفريقي، انطلاقًا من أن كنيستنا هي جماعة المؤمنين.

+ صاحب رؤية لمنهج جديد ومتطور، حيث غاصت تأملاته حول الفنون الكتابية للكتاب المقدس، وأوضح قداسته مؤكدًا أن الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية في العالم، مقدمًا نماذج من هذه الفنون الجمالية (المرئية والسمعية والملموسة)، ونماذج قصصية تاريخية، والفنون الأدبية والتشريعية والنبواءات وفن الشعر وفن الحكم وفن الرسائل وفن الآيات... مُوضِّحًا عظمة الكتاب المقدس.

+ يمتلك قدرة خيالية فائقة تسهم في تجوّل السامعين معه من الأماكن إلى الأحداث. فإذا كتب فهو يكتب بمداد حبه وهيامه بالكنيسة، محلِّلً، ومفكرًا ومبدعًا، تشعر بأن قداسته غواص ماهر، باحث عن اللآلئ في أعماق البحار، ورافض أن يجلس الإنسان فقط على رمال الشاطئ.

+ لديه حسّ وطني نادر، نشاهده في كافة المواقف الوطنية، بقوله: إن العالم كله في يد الله، أمّا مصر فهي في قلبه"، مؤكدا أن الكنيسة المصرية كنيسة وطنية بالدرجة الأولى، دورها روحي أولًا، واجتماعي ثانيًا، وعليها ممارسة الدور الروحي والاجتماعي والوطني باستمرار، ويقول لأبنائه أقباط المهجر: "اوعوا تنسوا مصر، فأنتم مصريون محبون لمصر، وعلاقتكم رائعة بالوطن، وننظر لما تحققونه من نجاح في الخارج بفخر".

+ يمتلك سمات شخصية وهبها له الله مكّنته من قيادة كنيستنا القبطية المصرية بكفاءة واضحة. قداسته كما نرى جميعا يتسم بالاتزان إلى أبعد الحدود، مثقف، كارز، بشوش، واضح، منصت جيدًا، متحدث بارع، بسيط، ودود، يميل إلى المصداقية والشفافية، جازم وحارس أمين على ثوابت الإيمان المسيحي الأرثوذكسي.

الرب يحفظ لنا وعلينا حياة قداستكم، وإله السماء يثبّتكم على كرسيكم سنين عديدة وأزمنة سلامية مديدة، وإلى منتهى الأعوام...



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx