اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون15 ديسمبر 2017 - 6 كيهك 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 49-50

اخر عدد

عن البابا تواضروس

القمص أبراهام عزمي

15 ديسمبر 2017 - 6 كيهك 1734 ش

عن سيدنا الحبيب، قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، الذي اختارته العناية الإلهية ليجلس على عرش مار مرقس الرسول. أود أن أسطر بعض الكلمات عن أعمال قداسته في محورين: بابا التنظيم الكنسي، وبابا العلاقات الكنسية، كما نشهد على مدى الخمسة أعوام الماضية.

أولًا: بابا التنظيم الكنسي:

كما قال قداسته منذ البداية: "نحن نسعي لوجود نظام لكل شيء"، ولذلك تم وضع لوائح وقوانين للإدارة الكنسية على كل المستويات ولم تكن هناك من قبل، مثل لوائح تنظيم وخدمة الآباء الكهنة، ولوائح الأحوال الشخصية وفيها تم تقسيم المجلس الإكليريكي إلى ست دوائر وتم تعديل اللائحة لتناسب الظروف الحالية، لائحة أكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية، لائحة العلاقات العامة بالإيبارشيات، إضافة لوائح طبية للمقبلين على الزواج، لوائح تنظيم الخدمة والتربية الكنسية، خطة تدريب قيادات الخدمة فى الإيبارشيات (كهنة – أمناء – رؤساء وأعضاء مجالس) على مهارات القيادة، دليل الرهبنة القبطية وإدارة الحياة الديرية، لائحة مجالس الكنائس، دليل الأب الأسقف ونظم إدارة الإيبارشية، لائحة التكريس البتولي، لائحة المرتلين، دليل خدمة الرعاية الاجتماعية في كل الإيبارشيات مع مشروع قاعدة بيانات إخوة الرب، دليل مشروع "علم ابنك" على مستوى كل الإيبارشيات، تثبيت الهوية القبطية في الخارج بوضع لائحة بتثبيت اسم التبعية لبطريركية الأقباط الأرثوذكس بكل مؤسساتنا بالمهجر وعلى كروت عضوية الآباء بالمهجر. وربما من أهم اللوائح والقوانين هو قانون بناء الكنائس من بعد 160 عامًا من الصراع لوضعه، بل وضع لوائح لزيارة رؤساء الدول والسفراء لمقابلة قداسة البابا لئلا تُعزَل الكنيسة عن الوطن، وأيضًا يماثلها تثبيت المشاركة الوطنية والاعتراف بدور الأقباط فى حياة الوطن. حتى أتت الساعة لوضع بروتوكول لزيارة رئيس الدولة المصرية لقداسة البابا في الاحتفال بالأعياد وهو شيء جديد تمامًا على الكنيسة القبطية، وظهر مع الزيارات المفرحة للرئيس عدلي منصور والرئيس عبد الفتاح السيسي لقداسة البابا في قداسات الأعياد السيدية الكبرى. وهناك لوائح لوضع مشروعات لإحياء المجتمع المصري والقبطي معًا من خلال المكتب البابوي للمشروعات. وهناك لوائح قد وُضِعت لتنظيم العمل بالديوان البابوي، ولحفظ كل ما تمتلكه الكنيسة القبطية في قواعد بيانات إلكترونية تعمل على مستوى المؤسسات العالمية لحفظ هويتنا وأملاكنا التي سُجِّلت بالورقة والقلم على مدى مئات السنين، والآن تحولت إلى الأرشيفات الإلكترونية التي لا يأكلها السوس والعث. وغيره من الكثير من اللوائح والتظيمات التى لا تسعها هذه المقالة. لك أن تتخيل كل ذلك قد تم دراسته ثم تفعيله في خمسة أعوام فقط.

ثانيًا: بابا العلاقات الكنسية:

بكل حكمة وبنفس الفكر التنظيمي في العمل والحوارات فتح قداسة البابا قلبه بالحب في السير في طريق الوحدة الكنسية التي ينتظرها المسيح له المجد من كل المسيحيين، بداية بالحوار المعجون بالحب. فقد أخذ قداسته شعار "المحبة لاتسقط ابدًا"، وأُطلِق عليه "بابا المحبة". وتراه يتعامل ويتحاور بهذا الحب، فتقابل مع بابا روما هناك وفي الكاتدرائية بالعباسية، حتى أن ذبيحة شهداء الأقباط أصبحت جزءًا من أجندة بابا روما في كل أحاديثه بسبب حبه لقداسة البابا تواضروس الثاني. ولقاءات قداسته المتكررة مع بطريرك الروم الأرثوذكس وبطريرك الأقباط الكاثوليك. وفي زيارة قداسته لبابا روسيا تم وضع بروتوكول للتعاون بين الكنيستين، ثم قيام وفد رفيع المستوي برئاسة الأرشمندريت فلاريت بوليكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكنيسة الروسية بزيارة البابا تواضروس بمصر، وقد تم وضع لوائح للعلاقات بين الكنيستين. ومن حكمة قداسته أيضًا قام بعمل اجتماع صلاة لكل الكنائس المصرية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية من أجل الوحدة في أسبوع الصلاة العالمي. ومن تعاليم قداسته أنه "في وجود المحبة يتواجد الله، لأن الله محبة، وفي وجود الله تُسمَع الصلاة". كل هذا يقدمه قداسة البابا قبل فتح أبواب الحوارات اللاهوتية والعقائدية. "ازرع الحب فتستدعي الله فتقترب الاختلافات، وليس بالعكس". ثم نجد زيارات قداسته للخارج ولقاءاته التي يتقدمها الحب أولًا، مثل مقابلاته لرؤساء الكنائس بالسويد وفنلندا وانجلترا وإثيوبيا، وربما من أهمها زيارة قداسته للكنيسة اليونانية التي كانت الأولى من نوعها منذ قرون كثيرة، وفيها قد كسر قداسة البابا بحر الثلج الذي كان يفصل الكنيستين، كله بالحب والحكمة. وأخيرًا زيارة قداسته لألمانيا لحضور مؤتمر مسيحيي الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي تم تغيير معالمها في كل بلدان الشرق الأوسط ماعدا في مصر، يحميها الرب.

ويوجد الكثير جدًا من تفاصيل هذه الزيارات التي نحتاج لمساحات أكبر في الكتابة، وفيها نرى الكثير من عمل النعمة الإلهية في كل تحركات قداسة البابا الممزوجة بالحب والحكمة والابتسامة الدافئة التي لاتفارق وجه قداسته في كل مقابلاته.

نحتاج أن نصلي من أجل قداسته كثيرًا لكي ما يكمل خدمته التي بدأت بجلوسه على عرش مار مرقس الرسول. طالبين صلوات قداسته عنا نحن أولاده وخدامه. ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx