اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون15 ديسمبر 2017 - 6 كيهك 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 49-50

اخر عدد

الدكتور ثروت ثابت باسيلي - رَجُل المحبّة والعطاء.. سبقنا إلى السماء..!

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

15 ديسمبر 2017 - 6 كيهك 1734 ش

عن عُمْرٍ تجاوز الستّة والسبعين عامًا، سافر إلى السماء حبيبُنا الشماس المبارك والخادم الغيور والأب العظيم الدكتور ثروت ثابت باسيلي.. لقد سبقنا إلى السماء بعد أن جاهد الجهاد الحسَن وأكمل السعي وحفظ الإيمان، وأخيرًا جاء الوقت ليدخُل إلى مواضع الراحة ويتمتّع بأكاليل البرّ..

الدكتور ثروت فاق الكثيرين في محبّته وعطائه وأمانته للكنيسة، لدرجة يصعُب وصفها.. فلا يمكن حصر الكنائس التي ساهم فيها، سواء داخل أو خارج مصر.. ولا نستطيع أن نحصي عدد الأشخاص الذين ساعدهم، فهُم بعشرات الآلاف.. ومن المستحيل الإلمام بكلّ أعمال الخير والمحبّة والرحمة التي قدّمها في حياته، ولكنّها بالتأكيد مُسَجّلة بالكامل باسمه في رصيده السماوي الهائل..!

لقد كان أمينًا في القليل، فأعطاه الرب الكثير هنا على الأرض، فأعطى الكثير، فباركه الرب وأعطاه أكثر، فاستمر في محبّته وعطائه بدرجة مُذهِلة.. وهو يدرك تمامًا أنّه يكنز لنفسه كنوزًا لا تفنى في السماء..

التقيته وجلست معه مرّات كثيرة بعد حضوري للخدمة في شيكاجو عام 2009م، ولاحظتُ كيف أنّ محبّة المسيح تملأ كيانه، ومحبّة الكنيسة تملك على قلبه الوديع العامر بالإيمان.. ولاحظتُ أيضًا شدّة أمانته في تنفيذ وصايا الإنجيل وخصوصًا وصيّة العشور..

حكى لي الأب المتنيّح القمص إسحق بطرس الذي بنى كنيسة العذراء بشيكاجو، والتي أتشرّف بخدمتها، أنّه في أواخر التسعينيّات وبعد بناء الكنيسة بحوالي ثلاث سنوات، فوجئ بأن سقف الكنيسة تتسرّب منه المياه، وكانت الظروف المالية للكنيسة صعبة في ذلك الوقت.. وعندما أحضروا مقاولًا للكشف قال لهم أنّ عمليّة الترميم ستحتاج لحوالي سبعين ألف دولار، ولم يكُن أبونا إسحق يعرف ماذا يفعل، إذ أنّ الكنيسة ليس بها رصيد.. فلجأ للصلاة وطلب شفاعة العذراء أمّ النور.. وبعد أيّام طلبت إحدى السيّدات من "أبونا" أن يقيم قدّاسًا خاصة يوم السبت في الذكرى السنويّة الأولى لانتقال زوجها، وفي ذلك اليوم فوجئ أبونا بالدكتور ثروت باسيلي يحضر للكنيسة ليأخُذ بركة السيّدة العذراء وهو لا يعلم أنّه يوجَد قدّاس، وبعد القدّاس فاجأه الدكتور ثروت بالقول: يا أبي أنا لست معتادًا أن أحمل دفتر الشيكات في جيبي، ولكنّي لا أعرف لماذا أحضرته معي اليوم..؟! وأخرج الدفتر وكتب شيكًا وسلّمه لقدس أبونا وقبّل يديه طالبًا صلواته وغادر الكنيسة. وكانت الخادمة المكلَّفة بجمع الصناديق موجودة بعد القدّاس، فقبْل أن يعطيها أبونا الشيك فتحه ونَظَرَ فيه، وكان الرقم مفاجأة مذهلة، فأعطاه لها قائلًا: انظري يا فلانة وتأكّدي من هذا الرقم؟ فتمعّنت فيه وقالت باندهاش: نعم يا أبونا.. مائة ألف دولار.. وكان هو المبلغ الذي تمّ به ترميم سقف الكنيسة وفاض منه.. وحتّى الآن السقف في حالة ممتازة..!

لما بدأنا في تأسيس كنيسة القديس بولس بشيكاجو في أوائل عام 2012م، كان مطلوبًا توفير مبلغ 350 ألف دولار لشراء مبنى الكنيسة، وعندما علِمَ الدكتور ثروت ساعدنا بمبلغ مائة ألف دولار، فتَمَكّنّا من استكمال مبلغ الشراء في غضون شهر واحد..!

الدكتور ثروت باسيلي هو قلب كبير اغتنى بمحبّة المسيح.. كان يجول يصنع خيرًا مثل سيّده.. كان غنيًّا من الناحية المادّيّة ولكنّه كان متواضعًا جدًّا، مُمسكًا بالحياة الأبديّة، غنيًّا في أعمالٍ صالحة، سخيًّا في العطاء، كريمًا في التوزيع (1تي6: 17-19).. فادّخَر لنفسه مستقبلًا سعيدًا مجيدًا..!

نياحًا لروحه الطاهرة، وعزاءً لأسرته الغالية وكلّ محبّيه.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx