اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون15 ديسمبر 2017 - 6 كيهك 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 49-50

اخر عدد

إطلالة على مديح العذراء في الكنيسة الإثيوبية

مايكل حلمي راغب

15 ديسمبر 2017 - 6 كيهك 1734 ش

تتنوع التراتيل التي تخص العذراء في كنيسة إثيوبيا، إلا أن أهم هذه التراتيل هو مؤلـَّف ውዳሴ ማርያም (وداسي ماريام) "مديح مريم"، وهو عبارة عن ترجمة إثيوبية للثيؤطوكيات السبع التي تُرتَّل على مدار الأسبوع في الكنيسة القبطية، تمت بواسطة الأنبا سلامة الثاني مطران إثيوبيا (1344–1388م).

لا تتفق النسخة الإثيوبية في كثير من الأحيان مع الأصل القبطي...

أولًا: من حيث الحجم

فتتدخـَّل بالحذف أو الإضافة، حيث تـُضيف عبارات في بداية بعض القطع، كذلك تـُضيِف لثيؤطوكية الخميس قطعة للشهداء مُقتبَسة من (2صم23: 14–17). أمّا ما يغيب عنها فهو: الجزء الأول من القطعة التاسعة لثيؤطوكية يوم الاثنين، والقطعة التاسعة لثيؤطوكية الخميس كاملـًة، كذلك لـُبش الاثنين ولٌبش الخميس، فضلاً على أن الشيرات لا يأتي منها إلّا الثلاثة أرباع الأولى فقط. أمّا ثيؤطوكية الأحد فتتكوَّن من الست قطع الأولى (النصف الأول من كل قطعة)، وتلحقهم القطعة السابعة ثم العاشرة مباشرة.

ثانيًا: من حيث المعنى

فأحيانًا تكون الترجمة تفسيرية، فعلى سبيل المثال مرد ثيؤطوكية الجمعة يأتي في (وداسي ماريام) ضمن القطعة الثانية هكذا:

ዘዚአነ : ምተ : ነሥአ : ወእንቲአሁ : ሕይወተ: ወሀበነ

أخذ الموت الذي لنا وأعطانا الحياة التي له.

ومن وقت القرن الرابع عشر أصبح (وداسي ماريام) جزءًا أساسيًّا يُلحَق بكتاب المزامير الإثيوبي الذي لا يتكوَّن من سفر المزامير فحسب وإنما من عدة أقسام أخرى تلحقه وهي: تسابيح الأنبياء، ونشيد الأنشاد، ووداسي ماريام، و አንቀጸ ብርሃን (انقسا برهان) وتعني "بوابة النور" وهو أيضًا مديح للعذراء منسوب للقديس يارد.

ويوجد بالمكتبة البطريركية مثالٌ لكتاب المزامير الإثيوبي وملحقاته سابقة الذِّكر في نهرين متقابلين بالجعزية والعربية، وهو مخطوط 220 كتابي/ الدار البطريركية؛  نُسِخَ في عهد البابا بطرس السَّابع (الجاولي) في السَّنة الثَّالثة من الدورة الإثيوبية (سنة لوقا) عام 7323 آدمية أي 1823ميلادية. يظهر فيه (وداسي مريم) في موقعه المُعتاد، ولم يعطِه كلٌّ من سميكة باشا أو الأب جراف رقمًا في كتالوجاتهم التي أعدوها للمكتبة البطريركية.

وكان للثيؤطوكيات القبطية من وقت ترجمتها صدى واسع مُلهِم لتأليف مدائح أخرى على شاكلتها بالجعزية مباشرًة وأشهرهم አርጋኖነ ማርያም "اورغانون مريم"، وهو واحدٌ من الأعمال العظيمة في الآدب الجعزي وضعها "جيُرجيس من سجلا" في القرن الخامس عشر. مع ذلك تبقى بصمة الكنيسة القبطية واضحة في أماكن مختلفة من الطقس الإثيوبي فيما يختص بالعذراء، فنجد الكثير من النصوص التي اُستُعمِلَت بشكل مختلف، فنجد مثلًا في نهاية كل يوم من السنكسار الإثيوبي عددًا من الأرباع التي تسمى "السلامات" واشهرهم للعذراء:

ሰላም፡ ለማርያም፡ ንግሥት፡ ወዐጸድ፡ ዘበአማን ፡ ዘኢተገበርዋ፡ ተረክበ፡ አስካለ፡ ሕይወት፡ ህየ

السلام لمريم الملكة، والكَرْم الذي لم يُفلَح بالحق، وُجِدَ عنقودُ الحياة فيه(هناك). ولابد أن نذكر أن فعل الأمر اليونانيχαῖρε  المتكرِّر باستمرار في الطقس القبطي لم يُترجَّم في (وداسي ماريام) إلى ሰላም (السلام) كما الأقباط، وإنَّما ተፍሥሒ (افرحي)، ربَّما لتخصيص واقتصار هذا المعنى فقط على أرباع "السلامات".



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx