اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون29 ديسمبر 2017 - 20 كيهك 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 51-52

اخر عدد

ولادة الملك عمانوئيل

المتنيح الأنبا إيسوذورس أسقف ورئيس دير البرموس العامر

29 ديسمبر 2017 - 20 كيهك 1734 ش

ثم وقفتُ وحانت مني التفاتة إلى يميني، فوجدت مِذودًا وامرأة بقرب منه تُفسَّر هيئتها عن الكمال، وتلوح على طلعتها الوقار والإجلال. وفي حضنها طفلٌ ينبعث من وجهه الأنيس النور. فأومأ إليه يوسف بأصبعه وقال لي:

- هذا هو محطّ رحالك، وموضوع آمالك. وهذه هي مريم ابنة داود والدته السعيدة التي لم تعرف بحبله رجلاً.

ثم وقف بجانبها وأجلسني معه، وأخذ يقصّ عليها ما حدث للرعاة. ولما أتم روايته، قالت مريم:

- لا ينالهم الشر، ولا يدركهم الضر، سنرى عناية الله بهم ظاهرة.

قالت ذلك والتفتت إلى الطفل وناجته قائلة:

- لقد ارتضيت أيها الابن المولود منذ الأزل، أن تولد مني الآن. الآب يدعوك ابنًا له لأنك وُلدت منه، وأنا أدعوك ابني لأني ولدتُك، وأنت واحد. ميلادك الأول عجيب، وأعجب منه الثاني. لا أطلب لك أمًا في السماء، ولا أبًا على الأرض. أحاط بك البطن، وأنت تملأ السموات والأرض. يضمك المذود والحضن، وحضن أبيك السماوي، ولا يسعك الفضاء والفراغ. أخدمك هنا، وفي السموات تُقدّسك الملائكة. أحدق لك وألمسك بإرادتك، ويحجب السارافيم أعينهم من النظر إلى عِظم بهائك. أُسقيك لبن ثديي لأنك جائع، وأنت الذي يمنح الحياة والقوت لكل ذي جسد.

وما كادت مريم تختم نشيدها هذا، حتى سمعنا وطء الأقدام خارج المغارة. فخفقت قلوبنا، وتغيّر لون وجوهنا، واعترانا الفزع. فسكَّنت مريم روعنا قائلة: لا تخافا، لأنّ الرعاة أفلتوا من أيدي الحراس وقدَموا إلينا. ولم نلبث برهة، حتى دخلوا المغارة وابتدأوا يقصّون علينا كيف نجّاهم الله من الضيق قائلين:

- بعد أن خرجنا من هنا، طُفنا أزِقّة القرية ننادي ونكرز ونُبشِّر بولادة المسيح. فاعترضنا الحراس وقبضوا علينا، وغلّوا أيدينا بسلاسل من حديد. واستاقونا كأننا سكارى ما عدا أحدنا قد أفلت من أيديهم وفرّ هاربًا إلى أورشليم لكي يُبشِّر أهلها. ولما وضعونا في السجن مُكبَّلين ومُثقَّلين بأغلال الحديد، تذكّرنا يوسف حين كان مسجونًا بمصر، ودانيال في جب الأسود، والثلاثة فتية حين أُلقوا في أتون النار، ويونان في بطن الحوت. وشرعنا نُصلّي ونستغيث بالمسيا. ثم ختمنا الصلوة بهذا النشيد:

نُمجِّد الرب القدير
نرفع الصوت الجهير
جاءنا المسيح حقًّا
اقبلوا الإنجيل سُحقًا
قد رأينا اليوم طغمة
مجدًا للإله قالت
بيت لحم ذي الحقيرة
قرية داود الصغيرة

مع ملائكة السلام
كارزين للآنام
دارجًا مثل البنين
للعُصاة الكافرين
في السما تملا الفضاء
والسلامة للملاء
قد تسامت في البلاد
ولدت رب العباد

إعداد

رهبان دير البرموس

ذكرى نياحة أنبا إيسوذورس رئيس دير البرموس



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx