اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

المذبح العائلي

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش

مع اقتراب فترة مقدسة هي الصوم الأربعيني المقدس الذي صامه رب المجد بنفسه في الجبل، وهي فترة من أقدس أيام السنة كلها، تتسم بأنها فترة عبادة على مستوى الكنيسة في القداسات اليومية، وعلى مستوى الأسرة أيضًا فيما يُسمّى بالمذبح العائلي أي خدمة الصلاة اليومية بالمزامير، وهذا له تأثير قوي في اجتماع الصلاة مع الصوم في حياتنا مما يجعل العلاقة بالله متكاملة ويُضاف إليهما الصدقة، وهم أركان العبادة المسيحية، إذ بالصوم ينضبط المصلي في صلاته ويأخذ من محبة الله للخليقة فيعطي على قدر ما يستطيع.

وهنا نذكر أن الصوم يجعل الجسد ذبيحة حب لله، وبالصلاة يقدم ذبائح شكر لله وتسبيحًا، وبالصدقة يعطي للمحتاجين على مثال الله العاطي فيتشبه بالله في صنع الخير لمن يحتاج. لذلك نجد في كنائسنا في فترة الصوم قداسات يومية في الكنيسة، وحرصًا على إشباع الجائع والمحتاج، ونردد في ألحان الصوم اللحن الشهير: "طوبى للرحماء على المساكين، فإن الرحمة تحل عليهم، والمسيح يرحمهم في يوم الدين (يوم الدينونة في القيامة العامة).."

الصوم دعوة لإقامة المذبح العائلي: فنجد في (يشوع24: 15) «أما أنا وبيتي فنعبد الرب».. وهذا مبدأ روحي مهم جدًا يجب أن نأخذه في الاعتبار في الصوم خاصة، وطول أيام حياتنا عمومًا، لأن وجود الله في البيت مهم لكي يقود روح الله الأسرة، وهي أفضل عبادة وقيادة «إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلًا تعب البنائون» (مز127: 1)، وهكذا يضع الله أساسًا قويًا للأسرة، ويبني كل أفرادها على الوصية الإلهية وتنفيذها بحرص شديد، لأن خلال الصلاة والصدقة في الصوم تُبني حياة كل أفراد الأسرة.

وأحد الآباء يقول: "الكنيسة المقدسة ليست مجرد حوائط مبنية، ولكنها تُعَبَّر عن قلوب المؤمنين التي تحب الله، ومسكن لله بداخلها". لذلك ينبغي أن نبني مذبحًا للرب داخل بيوتنا ليسكن الله فيها، وهذه هي الوصية «قُم اصعد إلى بيت إيل وأَقم هناك مذبحًا لله» (تك35: 1).

وهنا نؤكد أن قداسة الجماعة من خلال الصوم والصلاة حول المذبح، لتصير الأسرة أيقونة حَيَّة سمائية تخلو من العيوب التي تهدمها..

لكن عمليًا ماهو المذبح العائلي؟: جزء من البيت مُخصَّص للعبادة والصلوات والجلسات الروحية الفردية أو للأسرة كلها للصلوات..

ويقول القديس كبريانوس: "إن كان اثنان بفكر واحد يستطيعان أن يفعلا هكذا متى وُجِد اتفاق في الفكر، فكم بالأكثر بين الجميع".. وهكذا تكون الصلاة مؤثرة إذا وُجِدت وحدانية القلب بين الجميع. ويقول الأب يوحنا من كرونستادت: "الصلاة الجماعية تُستجاب سريعًا وتأتي بثمار كثيرة عندما تكون بوحدانية الرأي واتفاق الأهداف، ويُضاف إلى ذلك التمتع بكلمة الله التي هي غذاء روحي قوي «فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله»."

والسيد المسيح يوصي بحفظ كلمته كدليل لحبه الذي يملأ القلب في الصوم : «إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا»، فإن كان الصوم دليل حبنا لله فهكذا حفظ وصاياه..( يو14: 23)..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx