اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

الكتاب المقدس والإنسان المعاصر (1)

نيافة الأنبا موسى

09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش

لاشك أن الحاجة العظمى للإنسان عمومًا، وبخاصة الإنسان المعاصر، هي الكتاب المقدس. فهذا الإنسان بالذات في حاجة إلى كلمة الله الحيّة الفعالة، التي هي روح وحياة، لكي ما بهذه الكلمة يشبع كل احتياجاته، وينير طريقه، سعيًا إلى السلام على الأرض، والخلاص من الخطيئة، والفرح في الملكوت. والكتاب المقدس هو الطريق الوحيد إلى ذلك كله!!

حاجات الإنسان المعاصر:

يحتاج الإنسان - وبخاصة في هذا العصر - إلى: 1- المعرفة. 2- المرجعية. 3- الخلاص. 4- الخلود. وهذه الاحتياجات الأربعة يستحيل إشباعها إلا من خلال الكتاب المقدس...

1- الحاجة إلى المعرفة

إن صيحة الإنسان - منذ القديم - هي رغبته في أن يعرف...

+ «بم يزكي الشاب طريقه؟ بحفظه إياه حسب كلامك» (مز 9:119).

+ «بكل قلبي طلبتك. لا تضلني عن وصاياك» (مز 10:119).

+ «خبأت كلامك في قلبي، لكيلا أخطئ إليك» (مز 11:119).

راجع أيضًا (مز119: 19؛ 25؛ 27؛ 29؛36؛ 42؛49؛ 50).

وارجو أن يلاحظ القارئ الحبيب بركات كلمة الله في حياتنا، والتي تتضح لنا من خلال الآيات السابقة، مثل: حياة البر - حياة الغربة - حياة الروح - الفهم - الرحمة - المكسب - اللذة الروحية - الاستنارة - الفرح - الخلاص - التعقل - الثبات...

إن كلمة الله هي النور الذي يشرق على الذهن، فيعرف الإنسان كيف يميز بين النور والظلمة، وبين الخطأ والصواب... وكذلك يعرف الإجابة عن كل الأسئلة التي طالما احتارت البشرية في إجابتها مثل: من خلق هذا الكون؟ ولماذا؟ وكيف؟ ولماذا الشر والألم؟ وما الطريق إلى الخلاص. وما السبيل إلى عشرة الرب؟

لهذا فكل من تفطّن بكلمة الله، عرف الإجابة، وذلك بعكس من أنكر وجود الله، أو رفضه، أو حاول إلغاءه، كما فعلت أطياف كثيرة من البشر مثل:

- الملحدون... الذين أنكروا وجود الله، ونادوا بأنه ليس هناك إله! متجاهلين صوت الله في قلوبهم (الضمير)، وصوته في الطبيعة (الكون)، وحياته التي تدب فينا، ورقم ما لا نهاية المقبول منطقيًا دون أن نحتويه.

- الوجوديون... الذين رفضوا وجود الله، مثل ذلك الذي قال لله: "يا أبانا الذي في السموات، ابقَ فيها".

- العبثيون... الذين نادوا باللامعنى في هذا الوجود، معتبرين أن هذا الوجود زائد عن الحاجة، وأن الإنسان يخرج من ظلمة الرحم إلى ظلمة الحياة، وينتهي إلى ظلمة القبر.. إذ ليس لديهم نور الله الموجود والعامل في هذه جميعًا: الرحم والأرض وما بعد الموت.

- اللا أدريون... الذين نادوا بأنهم لا يدرون شيئًا! الذين يجيبون عن كل الأسئلة بعبارة "لست ادري": من أين جئت؟ وإلى أين أنا ذاهب؟ لست أدري.

- الماركسيون... الذين ألّهوا المادة والإنسان، متجاهلين أن المادة محدودة والإنسان مائت!! وأن الله غير المحدود، هو سر الحياة الجسدية والأبدية.

- نيتشه... الذي قال: إن الله قد مات. ومات نيتشه ويبقى الله حيًا إلى الأبد! وبقيت كلمته حية وفعالة... وستبقى أبد الدهر!!

(يتبع)




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx