اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

طَقس رفع البخور

الأنبا دوماديوس - أسقف 6 أكتوبر وأوسيم

09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش

لسنا بصدد الخوض في كتابية رفع البخور، فقديمًا كان البخور رائحة رضا يتنسمها الله (تك8: 21)، وقد أمر الله موسى أن يقدم في العبادة اليومية بخورًا طيبًا على مذبح من ذهب في مجمرة ذهب: «وَتَصْنَعُ مَذْبَحًا لإِيقَادِ الْبَخُورِ... تُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ.. فَيُوقِدُ عَلَيْهِ هَارُونُ بَخُورًا عَطِرًا كُلَّ صَبَاحٍ.. فِي الْعَشِيَّةِ يُوقِدُهُ. بَخُورًا دَائِمًا أَمَامَ الرَّبِّ فِي أَجْيَالِكُمْ.» (خر30: 1-10)، وهو علامة حلول الله وسط شعبه إذ قال لموسى: «خُذْ لَكَ أَعْطَارًا.. فَتَصْنَعُهَا بَخُورًا عَطِرًا.. حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ.» (خر30: 34-36).

وقد أشار الرب إلى البخور في كنيسة العهد الجدبد: «اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاِسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ» (ملا1: 11).

وما أكثر الاشارات على قدم استعمال البخور في الكنيسة، فهناك ما دوّنه يوحنا في رؤياه في آخر القرن الأول، إذ رأى ملاكًا معه مبخرة (رؤ8: 3) والأربعة وعشرين قسيسًا بمجامر في أيديهم (رؤ5: 8)، ونجد إشارة لاستخدام البخور في قضة إظهار بتولية القديس البابا ديمتريوس الكرام (191-224م)، وكذا الديداخي، والدسقولية. ويذكر القس ابن كبر رفع البخور عشية وباكر بالأخص، سواء أعقبه قداس أو لم يعقبه..

أمّا عن طقس رفع البخور: فبعد صلاة الشكر وصعود الكاهن للمذبح، يقدم له الشماس المجمرة فيتناولها ويجعلها في يده اليسرى، ويتناول درج البخور بيمينه ويطامن رأسه نحو الكهنة قائلًا Eulogite باركوا، أو eulogicon بَارِكْ لو كان كاهنًا واحدًا، فيردون ~Nqok eulogicon بَارِكْ أَنْتَ، فَيَرْشُمُ ذاته أولًا بعلامة الصليب ثم الثلاثة رشومات المعروفة: "مُبَارَكٌ اللهُ الْآب ضَابِط الكُلِّ..، مُبَارَكٌ ابْنُهُ الْوَحِيد يَسُوع الْمَسِيح..، مُبَارَكٌ الرُّوحُ الْقُدُس.."، ويضع يدين بلا رشم قائلًا "مَجْدًا وَكَرَامَةً.. كَرَامَةً وَمَجْدًا.." فيكون عددهم خمسة أيادي.

ولو كان هناك كاهن أو أكثر شريك فلهم الرشم الثاني، لا يقوله الكاهن الخديم.. فيرشم الكاهن الشريك الرشم الثاني ويضع يد بخور قائلًا: "مُبَارَكٌ ابْنُهُ الْوَحِيد.." ثم يكمل الخديم الرشم الثالث وباقي أيادي البخور كما ذكرنا.. .

والطقس السابق (الخمسة أيادي) يتكرر في أوشية بخور (عشية وباكر والبولس) في الصلوات الطقسية المختلفة.

فتقديس البخور بالرشومات علامة على أنه مُكرَّس للرب يقدم له دون سواه كأمره: «قُدْسَ أَقْدَاسٍ يَكُونُ عِنْدَكُمْ.. يَكُونُ عِنْدَكَ مُقَدَّسًا لِلرَّبِّ» (خر30: 36، 37).

ويعلّل كتاب سر الثالوث خمس أيادي البخور بأنها إشارة إلى رجال العهد القديم الذين قربوا تقدمات مقبولـة للرب،" هابيل، ونوح، وإبراهيم، وهرون، وزكريا.." (وهذا ماتذكره أوشية بخور عشية)، وهم ثلاثه قبل وضع الناموس، واثنين بعد وضع الناموس على يد موسى.. ويُشَبِّه اليد الثانية (للشريك) بشركه إبراهيم لملشيصاداق الكاهن، ويحذر أنه لا ينبغي للخديم ان يقول اليد الثانية (في وجود شريك)، لئلا إن قالها فما صار لذاك شركة معه!!..

وبعد ماسبق يصلي الكاهن أوشية البخور (عشية أو باكر أو البولس)، ومما يؤكد أن السر ما كان يصلى سرًا، وجود مرد للشماس خلاله فضلًا عن اشارة بعض الكتب الطقسية لذلك..




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx