اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

في الصوم: "لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً"

القمص بنيامين المحرقي

09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش

ونحن على أبواب الصوم الكبير، لابد أن نستعد للعمل الروحي الجاد. وبداية هذا الاستعداد أن نتمنطق بمنطقة روحية. لقد كان إيليا النبيّ متمنطقًا بمنطقة (2مل1: 8). وكان يوحنا المعمدان يلبس «مِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقَوَيْهِ» (مر1: 6). وقد أوصي السيد المسيح الرسل قائلًا: «لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً» (لو12: 35).

كما كانت المنطقة أحد أجزء ملابس الكاهن في العهد القديم (خر28: 4). ومن ملابس الأب الأسقف في العهد الجديد "الحياصة"، وهى حزام عريض من الكتان أو الحرير يتمنطق بها رئيس الكهنة فوق صدره وتُسمى باليونانية ζωναρίο ، ويُضم طرفاها بواسطة قفل من الأمام.

ترمز المنطقة إلى:

1- حياة الجهاد والاستعداد: يلبس العبد منطقة تساعده على سرعة الحركة في خدمته لسيده وضيوفه (لو17: 8). كما كان الجندي الرومانيّ يشد وسطه بمنطقة جلدية على حقويه، مُثبتًا عليها صفائح فولاذية أو حديدية. هذه المنطقة يشدها الجندي كأول استعداد له للدخول في المعركة، فهي من جهة تعطي شيئًا من الصلابة لظهره، كما تساعده على سرعة الحركة فلا تعوقه ملابسه، وأيضًا تحمي بعض أجزاء جسمه. وهنا إشارة لاستعدادنا للجهاد الروحي «إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» (2كو10: 4). لقد أوصى الرب بني إسرائيل عند أكل خروف الفصح «هَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: َأحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ» (خر12: 11)، أي يكونوا مستعدِّين للمسيرة الَّتي تقودهم إلى أرض الميعاد؛ كذلك نحن أيضًا نأكل الفصح الَّذي هو المسيح متمنطقين روحيًا، حتَّى نكون على استعداد دائم.

2 - القوة: «اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. لَبِسَ الْجَلاَلَ. لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ. اتَّزَرَ بِهَا» (مز93: 1)، قد لبس رب المجد منطقة: ملكًا روحيًا يتمنطق بالبر والأمانة علامة غناه وجماله، وجاء كخادم يتمنطق لكي يغسل أقدام البشر فقد «خَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا» (يو13: 4)؛ حتى يُطهّر كل من يقبل إليه.

كما أن المنطقة غير المشدودة علامة الضعف والهوان «يُلْقِي هَوَانًا عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ» (أي12: 21)، أي يُضعف الأقوياء المتكلين على ذواتهم. والصوم فرصة لتقوية الروح والإرادة.

3 - ضبط الشهوة: يتمنطق الراهب بمنطقة عبارة عن حزام جلدي مضفور بالصلبان، على الأحقاء، يشير إلى ضبط الشهوة أو إلى العفة. وصناعة المنطقة من جلد ميت يشير إلى أن الإنسان يمارس إماتة هذه الأعضاء التي تضم بذار الشهوة، مطبِّقًا بذلك وصية  بولس الرسول: «فأميتوا أعضاءكم التي علي الأرض الزنا النجاسة الهوى الشهوة الرديَّة» (كو3: 5).

4 - المنطقة تشير لالتصاقنا بالمسيح: يقول معلمنا بولس الرسول: «مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ». السيد المسيح هو الحق (يو14: 6)، يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "إن حصنّا أنفسنا بذلك، إن منطقنا أحقاءنا بالحق، لا يقدر أحد أن يغلبنا. من يطلب تعليم الحق لن يسقط على الأرض" (عظة 92 على إنجيل لوقا). والإنسان المتحد بالمسيح متمنطق بالبر والحق «وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقَوَيْهِ» (إش11: 5). في الصوم دعوة للالتصاق بالرب كما تلتصق المنطقة بحقوي الإنسان، لأنه لو لم تلتصق المنطقة بقوة على الحقويين لا فائدة منها «لأَنَّهُ كَمَا تَلْتَصِقُ الْمِنْطَقَةُ بِحَقَوَيِ الإِنْسَانِ هَكَذَا أَلْصَقْتُ بِنَفْسِي كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا» (إر13: 11). أحبائي كوصية الرب: «اذْهَبْ وَاشْتَرِ لِنَفْسِكَ مِنْطَقَةً مِنْ كَتَّانٍ وَضَعْهَا عَلَى حَقَوَيْكَ» (إر13: 1)، تنمنطق بقوة الروح، بالبر، بالحق. محاربين ضد شهوات الجسد.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx