اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 5-6

اخر عدد

الخادم وروح الفشل

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

09 فبراير 2018 - 2 أمشير 1734 ش

كثيرًا ما نئن في خدمتنا من لامبالاة المخدومين، وعدم رغبتهم في الاشتراك في الممارسات الروحية، وانصرافهم إلى الأنشطة والألعاب والأيام الترفيهية... فنُصاب بروح الفشل، ونحضر إلى الخدمة وقد أصابنا روح ضعف وفشل واكتئاب...

وهذه الروح تثبت أننا لا نعلم من أي روح نحن... لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي1: 7).

لأن روح الفشل في حقيقته إن سيطر على خادم، فهو يدل على الأنانية والضعف... لأننا كثيرًا ما نرغب بالتفاخر بالاستجابه لأعمالنا التي نظنها أنها جبارة، ونرغب في الحديث عن إنجازاتنا وأعمالنا الناجحة، ولا نرغب أن يعرف أحد شيء عن أمور ضعفنا...

وإن فشلنا نبرر فشلنا بالصعوبات والتنشئة والميديا، ونتذمر على كل شيء لنبرر ذواتنا... وهذا يدل على أننا نقيّم خدمتنا بحسب نتائجها وتصوراتنا وإمكانياتنا وطاقتنا ومكانتنا... وهذا قمة الانحراف عن العمل الإلهي الذي لا يستمد نجاحة من أعمالنا أو مهاراتنا...

روح الفشل يعتمد على تفكير صاحبه ونفسيته ورؤيته وهدفه... فهناك من يخسر في مسابقات ويعتبر هذا أكبر كارثة أصابت خدمته ويبدأ يفكر في الانسحاب والابتعاد...

ولابد لروح الفشل من غطاء، وما أعجب أن يكون هذا الغطاء كنسيًأ أو كتابيًا... وعِوَضًا عن أن يعترف الخادم بضعفه وتقصيره، يبدأ في الحديث عن كل أخطاء الآخرين، ويصدر الأوامر ويأخذ القرارات، ويثبّت روح الضعف والإحباط في وسط الجماعة... مثلما فعل العشرة جواسيس لأرض الميعاد حين رجعوا وأشاعوا مذمّة الأرض وسط الجماعة، ووصفوها إنها أرض تأكل سكانها! أما يشوع وكالب فقال عنهما الكتاب إن كان معهم روح أخرى، وقالوا عكس السابقين رغم أنهم رأوا نفس الأرض والظروف، ووصفوها أنها أرض جيدة جدًا جدًا، إن سُرّ بنا الرب يعطيها لنا...

 الذي يسيطر عليه روح الفشل لا ثقة له بالله، ولا يعلم أنه يخدم مسيحًا مطرودًا مهانًا متألمًا... ومن يريد أن يتفاخر بكثرة نجاحاته، عليه أن يدرك أن الله يريد أن يشفي غروره وعناده وكبرياءه، حتى يردّد أنه يُسَر بالضعفات والضيقات والشدائد، لأن قوة الله لا تُسَر أن تظهر إلّا في ضعف خدامه، لأنه حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي (2كو12: 10).

من يرغب طريقًا سهلًا مليئًا بالمدح والافتخار فليخف، لأنه خرج عن طريق سيده المصلوب، وحاد عن طريق آبائه.

مسيح الرب يريد أن ينتصر في خدامه الضعفاء، حتى نصدق أن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منّا (2كو4: 7).

علينا أن نخدم بأمانة وحب واجتهاد، بتسليم كامل لتدبير وصلاح صاحب الكرم الحقيقي، ولا نفشل ولا نيأس ولا نحزن ونعفي أنفسنا من مسؤلية النتائج، لأنه إذ لنا هذه الخدمة كما رُحِمنا لا نفشل...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx