اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون23 فبراير 2018 - 16 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

محبة الله

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

23 فبراير 2018 - 16 أمشير 1734 ش

مع بداية الصوم المقدس أحب أن أحدثكم عن محبة الله لنا، التي هي من جهة الله محبة غير محدودة وغير مشروطة، وأمّا من جهتنا فنحن فكثيرًا ما نجاوب بأننا نحب الله، وقد نظن أن تواجدنا المستمر في الكنيسة هو علامة هذه المحبة، وربما تريح هذه الفكرة ضمائرنا... أمّا محبة الله الحقيقية فلها علامات تظهرها وتؤكدها لنختبر أنفسنا بها... وهذه بعض العلامات..

1) حفظ الوصية: فيسوع نفسه علم تلاميذه «من يحبني يحفظ وصاياي» (يو14: 15)، فنحن عندما نقرأ الكتاب المقدس لا نقرأه من أجل المعرفة أو البركة فقط، ولكننا نقرأه لكي نعرف الوصية ونسلك فيها، فكل وصايا الكتاب هي منهج للحياة المسيحية، وحفظها عمليًا في حياتنا هو علامة محبتنا الحقيقية لله. ومن أجمل المزامير التي تتحدث عن حفظ الوصية هو مزمور 119 الذي نرتله يوميًا في صلاة نصف الليل.

2) العشرة مع الله: فمن يحب الله يحب أن يجلس دائمًا معه ويتحدث إليه، فالصلاة الدائمة ومحبة التسبيح ومحبة محال القديسين، والفكر المرتبط دائمًا بالله حتى وسط الانشغالات اليومية، ومحبة الأنشطة التي لها طابع روحي... كلها أمور تعكس محبتنا لله. أمّا الإنسان المتثقّل من عشرته مع الله، فغالبًا ما يهرب من التواجد معه.

3) حضور الرب الدائم في الحياة: محبة الله تجعلنا نستشعر دائمًا حضور الرب في كل مكان نذهب إليه، ومع كل شخص نقابله. تجعلنا نحرص ألّا نصنع شيئًا يحزنه أو يغضبه. فمحبتنا لله تجعلنا نرفض الذهاب إلى الأماكن المعثرة، ونحرص ألّا ننطق بكلمة شريرة، لأننا نشعر أن الله حاضر معنا في كل وقت «جعلت الرب أمامي في كل حين، إنه عن يميني فلا أتزعزع» (مز16: 18).

4) شركة الروح القدس: والتمتع بشركة الروح القدس هو أحد علامات محبتنا لله، فالإنسان المحب لله يطلب معونة الروح القدس وإرشاده في كل خطوات حياته، في بيته وفي أعماله وفي معاملاته مع الآخرين وفي قراراته وخدماته وضيقاته وأفراحه.. الخ. وعلامة شركة الروح القدس هو شعور الإنسان بالسلام الدائم، أمّا الاضطراب فهو علامة غياب الروح القدس فينا، لذلك تصرفنا الكنيسة من كل خدماتها بالبركة المفرحة "محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وموهبة وعطية الروح القدس، تكون مع جميعكم. امضوا بسلام". لذلك لنسأل دائمًا معونة الروح القدس فيعطينا سلامًا وإرشادًا، ولنطلب دائمًا ألّا نسلك بحسب فكرنا الشخصي بل بحسب مشورة الله.

5) الخدمة: هي إحدى علامات محبة الله، فالرب يسوع تكلم مع معلمنا بطرس علي بحيرة طبرية قائلًا له: «يا سمعان بن يونا، أتحبني؟... ارعَ غنمي». فخدمة الآخرين هي علامة محبتنا لله. والخدمة بهذا المعني ليست نشاطًا لفئة معينة من المسيحيين لكنها صفة ترتبط بحياة كل المؤمنين. والخدمة ليست نوعًا واحدًا كما يرتبط بذهن البعض أن الخادم هو من يشارك في التعليم في الكنيسة، لكن الرب يسوع قد لخّص معنى الخدمة الواسع عندما تكلم عن نهاية العالم «كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم» (مت25: 40)، فكسرة الخبز خدمة، وكوب الماء خدمة، والثوب البسيط للعريان خدمة، ورد إخوتنا عن طرق العالم ودعوتهم للكنيسة خدمة، وتشجيعك لإنسان بائس أو مؤازرتك لشخص متضايق خدمة... لذلك فليست الخدمة التي نقصدها هي الخدمات ذات البريق التي يسعي لها الكثيرون، بل لنقدم أبسط الخدمات دون أن نطلب مجدًا أو شهوة ظهور، ونحن نحتفظ في داخل قلوبنا بفكرة أننا تقدم خدمتنا لله شخصيًا.

لتكن فترة الصوم المقدس فترة لنفحص فيها ذواتنا من الداخل، هل نحب الله بالحقيقة كما أحبنا؟... ولنراجع طرقنا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx