اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون23 فبراير 2018 - 16 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

الصلاة في أقوال الآباء

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

23 فبراير 2018 - 16 أمشير 1734 ش

الصلاة هي هدف الصوم الأساسي مع أهداف أخرى كالتوبة، لذلك نتحدث في هذا المقال عن الصلاة وخبرات الآباء فيها، من خلال أقوالهم التي تحمل خبرة روحية عالية نرتشفها من خلال الأقوال: "ثبات العقل في الصلاة يملأ النفس بالفضيلة". بمعنى أن الصلاة بمداومة تلد فضيلة، لأن الصلاة أم الفضائل جميعاً. وحين تلد الفضيلة، تظهر في حياة المصلي كثمرة لصلاته. فتكون الصلاة مثمرة، وليست مجرد كلمات أو حروف. وفي الصلاة يقف العقل أمام الله فيتنقّى من أي فكر شرير. ويربط الآباء بين فكرة خلع النعل حين نصلي بالتخلص من أي شر في المصلّي.

ويقول الآباء أيضاً: "إن الصبر في الصلاة يولّد الثبات أمام حروب الصلاة"، ومن هنا نرى أن المصلي يحفظ فكره من أي شر يرد إليه لتعطيله عن الصلوات مثل الحقد. والصلاة التي تخلو من المحبة لا تُقْبَل أمام الله، لذلك يقول أحد الآباء: "أي عمل انتقامي في حق المسيء يُعَّطل الصلاة".

ومن هنا يرى الآباء أن الصلاة دواء للشفاء من أمراض النفس، وتنقل الإنسان إلى حياة الفرح والسرور والشكر والتسبيح، فلا يذكر الإساءة، ولا ينحصر في دائرة الشر بل يتحرر منه. لهذا يؤكد الآباء أن الكُفر بالذات يجَعل المصلي لا يفكر في شر يحاربه ولا في عمل صالح يعمله، بل يدخل في حالة من الشفاء الداخلي الذي يتعافى فيه من أيّة عيوب داخلية تسلّلت إليه عبر الذات (ego) أو الأنا التي هي أصل المرض، فقد يصلي أحد لشفاء أي شخص من هذا المرض وهو نفسه يعاني منه.

الصلاة أيضاً هي روح لكل عمل روحي، أي أن أي عمل روحي بدون الصلاة يفقد القوة والتأثير، ومن هنا نجد أن الصلاة هي روح تُحيي الصوم فيكون نافعاً قوياً يقود للنصرة الروحية، وكذلك التوبة تكون حَيَّة وقوية بالصلاة، وهكذا الصدقة تحلو في الخفاء لمن يصلي إذ لا يُفَضّل العلن، بل لا يجعل شماله تعرف ما تفعله يمينه كوصية السيد المسيح.

الصلاة كذلك هي الطريق الذي يوصّل إلى الملكوت، لأنها وسيلة الحب الحقيقي الذي يربط النفس بالله. والاستمرار في الصلاة ينمي الحب لله أيضاً، ففيها يصل بالمصلي إلى الفرح بالحديث مع الله، فلا تصير بعد حروفاً وكلمات، بل صرخات حيّة تعبّر عن الحضور الإلهي ودخول النفس في الإحساس بالحضور في نطاق ملكوت الله على النفس والقلب...

وهنا تحقِّق النفس المصلية قوة التخلص من أيّة شهوة أو شراهة في الأكل، أو طمع، أو غضب، أو حقد، أو غيرها من المحاربات التي تجعل العقل عاجزاً عن الصلاة كما ينبغي بسبب ثقل الشهوات.

إذاً مَنْ يرغب في الصلاة النقية ينصحه الآباء أن يكون غريباً عن أي فكر شهواني، ومسيطراً على الغضب والإثارة، لذلك فالصلاة ترفع القلب والفكر ليحملا الروح بقوة الصلاة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx