اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون23 فبراير 2018 - 16 أمشير 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

"إِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ" (رو14: 8)

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

23 فبراير 2018 - 16 أمشير 1734 ش

قال معلمنا بولس الرسول: «إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ» (رو14: 8).

من الواضح فائدة وجوده في الحياة الحاضرة من أجل الخدمة والرعاية وصياغة الإيمان الرسولي في رسائله التي قبلتها الكنيسة الجامعة. كذلك قيامه بالتبشير بالإنجيل بكل الوسائل وفي كل مكان ذهب إليه بقيادة الروح القدس.

ولكن ما فائدة موته، أليس وجوده في الحياة أكثر نفعًا للكنيسة؟ فلماذا يقول «إِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ»؟

إن استشهاد بولس الرسول من أجل الكرازة بالإنجيل هو دليل على صدق إرساليته، وبرهان على صدق محبته للمسيح وكرازته بالإنجيل.

كما أن اشتياقه للانطلاق من هذا العالم دليل واضح على تحرُّره من محبة العالم وارتباطه بالأمور السمائية. ولم يحب حياته حتى الموت كباقي الشهداء الذين غلبوا الشيطان «بِدَمِ الْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ» (رؤ12: 11).

يُضاف على ذلك أن أرواح هذه الطغمة من الشهداء تستمر في الصلاة في الفردوس من أجل الكنيسة ومن أجل المؤمنين الذين يطلبون صلواتهم مثلما يطلبون شفاعة السيدة العذراء التوسلية أمام السيد المسيح. أليس وجود العذراء مريم في الفردوس أنفع للكنيسة ولشعبها من استمرار حياتها وبركتها على الأرض قبل نياحتها وصعود جسدها إلى السماء؟

لكن مع ذلك فلكل قديس رسالة يؤديها قبل إنطلاق روحه إلى الفردوس مثلما قال السيد المسيح لبطرس الرسول عن يوحنا الحبيب «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ فَمَاذَا لَكَ؟» (يو21: 23). وكانت حياة القديس يوحنا الرسول إلى قرب نهاية القرن الأول الميلادي ونُفِي قبل نياحته إلى جزيرة بطمس. وعن فترة النفي هذه كتب يقول: «أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ. كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وَمِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ» (رؤ1: 9 و10). ثم أضاف «بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوقٍ يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلًا: اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هَذَا. وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ» (رؤ4: 1 و2). أي صعدت روحه إلى السماء حيث العرش الإلهي، ورأى الرؤيا وكتب السفر الخاص بها بعد ذلك سنة 95م. ثم كتب إنجيله المملوء بأدلة على ألوهية السيد المسيح سنة 98م، وقت كانت البدع الغنوسية قد بدأت تظهر. ولكن تنيح بعد ذلك، وكان قبل ذلك قد نال شرف استضافة العذراء مريم والدة الإله في خاصته لحين نياحتها. لا شك أنه كان مشتاقًا للانطلاق إلى الفردوس لينعم بالعشرة الروحية مع الله والعذراء مريم والملائكة والقديسين بصورة أقوى مما لو كان في الجسد، خاصة بعدما صعد بالروح وهو في المنفى إلى حيث العرش السمائي.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx