اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون23 مارس 2018 - 14 برمهات 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

من كتاب تأملات في الجمعة العظيمة - المسيح ملكًا

مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

23 مارس 2018 - 14 برمهات 1734 ش

يظن البعض أن أصلح صورة للسيد المسيح كملك، هي صورته وهو داخل أورشليم، والناس حوله بسعف النخل وأغصان الزيتون، يهتفون: أوصنا يا ابن داود..

ولكنني أرى أن أصلح صورة للمسيح كملك، هي صورته وهو مصلوب. ينطبق عليها قول الوحي في المزمور: «الرب ملك على خشبة» (مز 95). ذلك لأنه على الصليب، اشترانا بدمه (رؤ5: 9) فصرنا ملكًا له. وهكذا ملك الرب علي العالم الذي اشتراه. وهكذا بدأت مملكة روحية للرب.. ونحن ننظر إلى هذا الملك الذي اشترانا، ونغني له في يوم الجمعة الكبيرة لحن (بيك اثرونوس) pek`;ronoc أي «عرشك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك». نقول له: «تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. واستله وانجح واملك» (مز 44).

كيف ملك الرب على خشبة؟ وما قصة هذا الملك؟..

الرب يملكنا منذ البدء، لأنه خلقنا وأوجدنا من العدم. ولكننا بالخطية انفصلنا عن ملكوت الله، وبالخطية ملك الموت علينا (رو5: 17، 14)، إذ صرنا تحت حكمة. السيد المسيح على الصليب، بالموت داس الموت، وخلصنا من حكم الموت، ووهبنا الحياة، فصرنا له.

بملك الخطية والموت، كان الشيطان أيضًا يملك. ولذلك تلقّب في الإنجيل أكثر من مرة بأنه «رئيس هذا العالم» (يو12: 31). أي العالم الذي تحت الخطية الموت..

وبالصليب، استطاع المسيح أن يقضي على مملكة الشيطان، وكذلك بالصليب داس الموت، ودفع ثمن الخطية..

وإذا بالرب يقول عن الشيطان «رئيس هذا العالم قد دين» (يو16: 14)، ويقول عنه أيضًا «رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء» (لو10: 18).. إن السيد المسيح قد هزم الشيطان في كل تجاربه وكل حروبه، ولكنه بالصليب قضى على ملكه.

كل ما اقتناه الشيطان خلال آلاف السنين، أفقده المسيح إياه على الصليب، لما افتدى الناس من خطاياهم.

لذلك فإن الشيطان يخاف الصليب الذي يذكره بهزيمته. ولهذا كان لعلامة الصليب سلطان على الشيطان..

على الصليب تم الفداء الذي ضيع مملكة الشيطان، وإن كان هذا الفادي هو ابن الله الذي يقدم كفارة غير محدودة، تكفي لغفران جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور. لذلك صرخ الشيطان - على أفواه تابعيه - بعبارته المشهورة: «إن كنت ابن الله، انزل من على الصليب» (مت27: 40؛ مر15: 30). انزل من على الصليب لكي لا يتم الفداء، ولكي لا تتأسس المملكة الروحية وتضيع مملكة الشيطان..

وسكت المسيح. لأنها عبارة لا تستحق الرد. فهو، لأنه ابن الله، صعد على الصليب، وملك.

اللص على الصليب، اعترف بملكوت المسيح..

فقال «اذكرني يا رب متى جئتَ في ملكوتك». ولعله كان يقصد الملكوت الآتي، الذي يأتي فيه المسيح على السحاب، لكي يجمع مختاريه ويأخذهم إلى مملكته السمائية. ولكن السيد المسيح نبّه اللص إلى موضوع هام، وهو أنه سوف لا ينتظر حتى يأتي المسيح في ملكوته السمائي الأبدي، فهناك مملكة قد تأسست اليوم على الصليب.

وبدلًا من عبارة «متى جئتَ»، قال له «اليوم» تكون معي. أبشر، فاليوم قد بدأت مملكة المسيح، أيها اللص الطوباوي. وقد تقلد سيفه على فخذه، وقيّد الشيطان ألف سنة. وسقط الشيطان مثل البرق من السماء.

المسيح على الصليب أكثر جمالًا وجلالًا من كل أصحاب التيجان، نغني له ونقول (في آخر مزامير الساعة السادسة الخاصة بصلبه): «الرب قد ملك ولبس الجلال» (مز92: 1).

أمّا المملكة التي أرادها له اليهود يوم أحد الشعانين، فقد رفضها الرب وقال «مملكتي ليست من هذا العالم» (يو18: 36). إنه على الصليب أسس مملكته الروحية.

صلاة في عيد أحد السعف

(من كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث)

+ أعيني يا ربى يسوع المسيح القيثارة الحسنة التي لداود النبي (رؤ14: 2) لأسبح تسبيح الأطفال، ولأهتف معهم في هذا اليوم.. أوصنا لابن داود.. مبارك الآتي باسم الرب.. أوصنا في الأعالي.

+ علمني يا رب الاتضاع والوداعة، لأنك قلت بفمك المبارك: «تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب». فأتأمل صعودك إلى أورشليم هكذا متواضعًا. وليس ذلك غريبًا، الاتضاع هو في جميع أعمالك.

+ أعطني يا رب أن أسمع صوتك المحبوب لنفسي: «.. لا تخافي يا ابنة صهيون».. وقل لكهنتك أن يحلّوني من ربط خطاياي، كما قلت لتلاميذك الأطهار أن يحلوا الجحش والأتان.

+ ليتني أقوم اليوم في هذا العيد، وأفرش الطريق أمامك مع من فرشوا الثياب في الطريق، وهم الذين غسّلوها وبيّضوها في دم الخروف (رؤ7: 1،4) فأتعلم كيف أزيّن الطريق أمامك بأعمال المحبة وسائر الفضائل.

+ ليتني أكون باب الهيكل، ذلك الباب الملكي الذي دخلت فيه وأنت آتٍ إلى أورشليم المدينة المقدسة (رؤ21: 21).

+ ليتني أُحسَب اليوم بين تلك الحجارة الناطقة الكريمة في هيكلك المقدس، وبين الأساسات المقدسة (رؤ21: 19).

+ قومي يا نفسي، أصعدي مخلصك لأورشليم السمائية (رؤ7: 9-12)، وسط هذا الجمع الكثير الذي لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، الواقفين أمام العرش وأمام الخروف وهم متسربلون بالثياب البيض، وفي أيديهم سعف النخل، وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.. وأسرعي واسجدي مع الملائكة والقوات السمائية وانطقي معهم قائلة: البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx