اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون23 مارس 2018 - 14 برمهات 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

ورق.. بلا ثمر

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

23 مارس 2018 - 14 برمهات 1734 ش

ذهب رب المجد الى الهيكل في صباح يوم الاثنين، وفي الطريق رأى شجرة تين من بعيد.. وكان قد جاع.. فذهب ليأخذ منها تينًا ولكنه لم يجد.. فلعنها فيبست في الحال... وشجرة التين هذه هي صورة الأمة اليهودية التي زُرِعت قديمًا، وارتوت بالتعاليم الإلهية من خلال الأنبياء الذين أرسلهم الرب بنبوات ووصايا وتعاليم، وانتظر الرب أن يأخذ منها ثمرًا فلم يجد، بل قاوموه ورفضوه وصلبوه.

ولكن شجرة التين هي صورة كل من يحيا في الرياء.. ولها مظاهر عديدة نستعرض بعضها:

1- من تشبيهات الرب: الرب شبّه المرائين بمن يهتم بنظافة الخارج (خارج الطبق والكوب) ومن الداخل مملوء اختطافًا وخبثًا – الدقة في تقديم العشور والتجاوز عن وصايا أخرى وعدم التدقيق في تنفيذها - والسعي ومحبة الجلوس في المتكآت الأولى – مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون - يُحمّلون الناس احمالًا عسرة الحمل وهم لا يمسونها بأحد أصابعهم – معهم مفتاح المعرفة، لا دخلوا ولا جعلوا الآخرين أن يدخلوا. (لو11).

2- الاهتمام بالمظاهر من ملابس وأكل وشرب وممتلكات وطريقة الكلام والوقوف والجلوس.

3- الاهتمام برأي الناس أكثر مما يريده الرب وأوصى به.

4- النفاق والتملُّق للمسئولين.. والدفاع عنهم وتبرير أخطائهم ومهاجمة من يتكلمون عليهم.

5- من يبتسم في وجهك ويقول لك كلامًا جميلًا، ثم يتحدث من خلفك كلامًا مخالفًا أو يدبر لك مؤامرة.

6- من يتظاهر بالتسامح وهو من الداخل لا يصفح، وينتظر الفرصة للانتقام منك.

7- إنسان يتظاهر بالروحيات وهو ليس كذلك، كمن يصلي في الكنيسة أمام الناس ويطيل في صلواته ويؤديها بكل خشوع وعمق وهو لا يصلي في البيت. أو مثل شماس يحفظ الألحان والتسابيح ولكنه خارج الكنيسة له لسان آخر. أو مثل من يعطي من أجل الشهرة حيث يعلن عن عطائه (مثل من يكتب اسمه على الستر أو الكنب أو الصور)..

ولنحذر من الرياء لانه يضيّع حياة الإنسان الروحية، ويجعله إنسانًا سطحيًا لا يهتم بالعمق ولكن بالشكل، يهتم بالعدد لا بالكيف.. يجعله متسرعًا في حكمه على الأمور والأشخاص.. يجعله ظالمًا لأنه لا يحكم حكمًا عادلًا.. ولنعلم أنه «ليس مكتوم لن يُستعلَن، ولا خفي لن يُعرَف» (لو12: 2)، فلابد من ظهور الحقيقة وانكشاف الزيف.. ولنعلم أنه يجعل مصيره الهلاك «فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (مت24: 51)، ومصيره مثل تلك الشجرة التي لعنها الرب فيبست في الحال.

ليتنا نراجع تصرفاتنا، ونصلي إلى الله أن ينجينا من هذه الخطية.. ونكون شجرة مثمرة.. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx