اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون23 مارس 2018 - 14 برمهات 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

من بستان القمّص بيشوي كامل بمناسبة عيد نياحته - عن القدّاس الإلهي


القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

23 مارس 2018 - 14 برمهات 1734 ش

القمّص بيشوي كامل كان يقف أمام المذبح في القدّاس كنارٍ ملتهبة. وكأنّه قد اشتعل بنار الذبيحة الإلهيّة المذبوحة عن حياة العالم.. وكانت خبرته الغنيّة مع صلاة القداس الإلهي وقودًا روحيًّا لا ينضُب، يُشعِل قلبه الوديع بالمحبّة والقداسة والفرح.. وبمناسبة تذكار نياحته التاسع والثلاثين هذا الشهر، انتقيت لكم بعضًا من تأمّلاته حول القدّاس الإلهي:

+ عندما أقمنا الذبيحة الإلهيّة على المذبح فوق قبر القدّيسة دميانة، جالت بخاطرنا هذه المشاعر المتبادلة: الرب يسوع على المذبح مذبوح لأجل القديسة دميانة، وهي تحت المذبح مذبوحة لأجل يسوع. فوق المذبح ذاك الذي سيقَ كشاةٍ للذبح، وتحت المذبح تلك التي من أجل المسيح حسبت نفسها كغنمةٍ للذبح (رو8: 36). فوق المذبح ذاك الي مات لأجلها، وتحت المذبح تلك التي ماتت كلّ النهار من أجله (رو8: 36).

+ أنا أقتات على الجسد المذبوح، ذاك الذي سيقَ كشاةٍ للذبح (إش53). والذي من أجله أريد أن أقدِّم ذاتي ذبيحةً من أجل تنفيذ وصيّته وطاعة إنجيله.

+ القُدّاس هو أعظم عمل يمكن أن يتمّ في حياتنا، هو حضور للأزلي في وسطنا فتنحني أمامه الملائكة وترتعد الشياطين عن ذكرِهِ.

+ الكاهن الذي يتكاسل في عمل القدّاس يحرم نفسه والكنيسة من تكريم وتمجيد الثالوث الأقدس، ويحرم الملائكة من فرح الحضور، والخُطاة من الرحمة، والمؤمنين من المعونة، والراقدين من اكتمال نياحتهم..

+ ليست كلمات القدّاس مجرّد توسُّلات.. إنّما هي آلات ووسائل لشيء أعظم؛ إنّها آلات في يد الروح القدس لتقديس القرابين.. كلمات.. حركات.. كلّها تمرّ بسرعة.. من الذين يحيطون بالمذبح وأمام الهيكل، الكلّ في حالة انتظار للحدَث العظيم.. ليسوا منتظرين الملاك الذي يحرِّك الماء.. ولكن منتظرين الروح القدس ليصنع معجزة المعجزات فيحرِّك الخبز والخمر ويحوِّله لجسد الرب ودمه.

+ الهيكل مملوء بالملائكة والقدّيسين في حشد كبير، وأمام الهيكل العدد الكبير من المرضي والعُرج والمخلّعين.. الكلّ ينتظر الشفاء.. إنّهم ليسوا أمام بِركة حسدا بل أمام هيكل ربّ الجنود.

أمام المذبح المقدّس الناطق الإلهي لا تنتظر ملاكًا بل خالق الملائكة.. الكلّ ينتظر الشفاء: المريض بشهوات الجسد كالمجدليّة، والمريض بالتسرُّع وإنكار المسيح كبطرس، والمريض بالخوف كنيقوديموس الذي جاء ليسوع ليلاً، والمريض بمحبّة المال كزكّا، والقاتل والسارق كاللص اليمين... وأعداد هائلة لا يُحصَى لها عدد لا تبرح تئنّ وتتألّم منتظرة من الذبيحة البُرء والشفاء، الخلاص والحياة.

+ كلّنا في أماكننا بقلوبنا وصلواتنا.. مثل الموسيقيين الذين يتغنُّون معًا وإن اختلفت آلاتهم، إنّهم متّفقون على تأدية لحن واحد رخيم، لحن يسوع المذبوح الحيّ.. لحن الحُبّ والبذل.. لحن الغفران بالدم المسفوك.. لحن الحياة إلى الأبد.

+ ربّي.. أنا الشقي البائس الفقير والأعمى والعريان (رؤ3: 17) من أجل هذا أقف أمامك كمتسوِّلٍ دُعِيَ لوليمة غنيّ، أطلب منك ذهبًا مصفّى بالنار لكي أستغني، وثيابًا بيضًا لكي لا يظهر خِزي عُريي، وكُحلاً لعينيّ كي أبصر.. اُنظر إلى فتوري واضرم نار محبّتك في قلبي، وانظر إلى عَمَى بَصَري وأنِر حياتي بضياء حضورك، وانظر لفقري ولا تجعل لي تعزية بعد اليوم إلاّ فيك..

بركة أبينا المتنيّح البار القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx