اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون13 أبريل 2018 - 5 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

اختبار القيامة

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

13 أبريل 2018 - 5 برموده 1734 ش

في احتفالنا بالقيامة المجيدة التي لربنا يسوع المسيح يمكننا أن ننظر للقيامة من وجهتين..

أولهما حقيقة القيامة كحدث...

وهذا الأمر تؤكده نبوات العهد القديم بأكمله في كل أسفاره كما ذُكِرت قراءات أسبوع الآلام وسبت النور، وآخرها كلمات معلمنا داود النبي في سفر المزامير ليلة أبو غلامسيس «أنا اضطجعتُ ونمتُ ثم استيقظتُ». كما تؤكد حقيقة القيامة أيضًا قراءات الأناجيل خلال أسبوع الآلام، وتكرار كلمات الرب يسوع المسيح لتلاميذه عن آلامه وحقيقة قيامته، وذلك رغم عدم فهم التلاميذ لهذه الكلمات في وقتها! تؤكد القيامة أيضًا شهادة الجنود الذين يحرسون القبر، وكلماتهم لرؤساء الكهنة وشيوخ الشعب، وإجابة رؤساء الكهنة لهم في (مت28: 11-15)، كيف قبلوا الفضة مقابل أن ينكروا القيامة بكلمات كاذبة تدينهم هم أنفسهم. يشهد أيضًا عن حقيقة القيامة الكفن المقدس (المحفوظ بمدينة تورينو الإيطالية، والأبحاث العلمية التي أُجرِيت عليه من عدد كبير من العلماء). أخيرًا تؤكد حقيقة القيامة ظهورات الرب يسوع لكثيرين بعد قيامته: للتلاميذ، والمريمات، وبطرس، وتلميذي عمواس، ولتلاميذه عند بحيرة طبرية، وظهوره لأكثر من خمسمائة أخ، وظهوره لتلاميذه قبل الصعود على جبل الزيتون.. وغيرها من ظهوراته التي تؤكد قيامته المقدسة.

أمّا الأمر الثاني الذي نهتم به في احتفالنا بالقيامة المجيدة فهو الاختبار الروحي لقوة القيامة...

1) أول مفاعيل القيامة المجيدة هو أن قيامة الرب تعطينا نحن المؤمنين سلطانًا خاصًا على الموت، كما غلب الرب نفسه الموت وداس سلطانه، لذلك صار الموت والرحيل من العالم في حياة المؤمنين هو بداية لحياة جديدة في الأبدية، فصرنا لا نخاف الموت بل صار الموت لنا خلاصًا وحياة، و صرنا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم (1تس4: 13)، لذلك فنحن كمؤمنين نواجه حقيقة الموت برجاء في القيامة والحياة الجديدة.

2) أمّا الاختبار الروحي الثاني هو أننا كمؤمنين يمكننا أن نحتمل كل الاضطهادات التي تأتي علينا بسبب إيماننا المسيحي.. بإيمان في أن الرب يسوع فيما قد تألم مُجرَّبًا يستطيع أن يعين المُجرَّبين، وبذلك نستطيع أن نهزم كل ما يفقدنا سلامنا وفرحنا في اوقات الضيق. وبهذا الاختبار يستطيع كل من يقبل الايمان بيسوع ان يتحمل كل الالام التي تاتي عليه بسبب ايمانه المسيحي بكل فرح وبثبات عجيب، فقوة القيامة تمنحنا قدرة على قبول الآلام والاضهادات بفرح وبلا تذمُّر.. لأاننا بالإيمان نتحد مع الرب يسوع الذي قَبِل الآلام، ونترجّي فرح القيامة المجيدة بيقين القيامة التي نؤمن بها.

3) اختبارنا للقيامة يمنحنا نعمة ممارسة الأسرار اللازمة للخلاص بذهن مستنير، يجعلنا نمارس المعمودية كموت وقيامة مع الرب يسوع، والميرون كثبات في شخصه الحي، والاعتراف والإفخارستيا كطريق للخلاص من الخطايا باستحقاقات الصليب والقيامة. لذلك لا نعود نمارس الأسرار كطقس جامد، بل كاختبار روحي لاهوتي عملي ويومي عميق.

4) اختبار القيامة يجعلنا نعيش حياتنا بروح الرجاء، ففي كل ضيقاتنا نترجّى النصرة والفرح رغم الآلام، فالتلاميذ خافوا وهربوا وأنكروا لانهم عاشوا في ظلمة يوم الخميس وآلام الصلب، لكنهم لو نظروا لظلمة القبر من خلال كلمات الرب ووعده بأنه في اليوم الثالث سيقوم، لم يكن ممكنًا أن يخافوا أو يضطربوا أو يفقدوا سلامهم بسبب الآلام.

كذلك بسبب القيامة لا يركّز الإنسان المسيحي ذهنه في آلامه وضيقاته مهما كانت، بل ينتظر دائمًا برجاء مجيء يوم الرب المفرح بعد كل ضيق، فكل صليب تتبعه قيامة، وكل ألم يتبعه فرح ونصرة...

أخيرًا عيد قيامة مجيد.. كله يقين بالرب القائم.. وحياة تحمل كل مفاعيل القيامة من سلطان على الموت، وقدرة على احتمال كل ألم، وخبرة عميقة في ممارسة الأسرار، ورجاء ثابت لا يتزعزع بالفرح الذي أعدّه الرب لنا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx