اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون13 أبريل 2018 - 5 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

أمجاد القيامة

نيافة الأنبا موسى

13 أبريل 2018 - 5 برموده 1734 ش

نستطيع أن نحصي - على الأقل - أربعة أمجاد أخذناها بالإيمان بقيامة السيد المسيح، وسنأخذها بالعيان في الأبدية السعيدة، وهذه الأمجاد هي:

1- مجد القداسة: فالكل قديسون، في حضرة القدوس، وفي عالم القداسة الكاملة، لهذا رأى يوحنا الحبيب المفديين في رؤياه «بِثِيَابٍ بِيضٍ» (رؤ7: 9). علامة الطهر والنقاوة، فهيهات أن تطال الخطيئة الأجساد النورانية، والأرواح المُكمَّلة، وسكان السماء‍!

2- مجد السعادة: إذ سيسمع كل مؤمن يصل إلى مشارف العالم الآخر، كلمات الرب: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 23).

وهكذا نشترك جميعًا في «عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفَ» (رؤ19: 7-9)، مرنِّمين ومسبِّحين فادينا المحب، حينما يتحد الرب العريس، بكنيسته العروس.

3- مجد الشركة: فنحن الآن في محفل أبرار مُكمَّلين، إذ هناك نلتقي بالملائكة والقديسين، وعلى رأس الكل، أم النور، سيدة الطهر والنقاء، وكل من ساروا على دربها من القديسين.. فهناك نلتقي: بالآباء: إبراهيم وإسحق ويعقوب. والأنبياء: الكبار والصغار. والرسل: تلاميذ الحمل. والشهداء: الذين سفكوا دمائهم على اسم المسيح. والقديسين: الذين ازدروا بالأرض ليمتلكوا السماء.

4- مجد الخلود: فالحياة هناك ليس لها نهاية.. إنها الخروج من الزمن، والدخول إلى الأبدية واللا محدود. هناك نتحد بالله في خلود مقيم، تحقيقًا لوعده الصادق والأمين: «إِنِّي أَنَا حَىٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ» (يو14: 19)، «مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يو11: 25)، «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِير» (يو6: 54).

فليعطنا الرب أن نقوم مع المسيح القائم، منفّذين وصية معلمنا بولس الرسول: «فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أنْتُمْ أيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ» (كو3: 1-4).

وهكذا تمتد فرحتنا بعيد القيامة المجيد، من فرحة يوم بذاته.. إلى فرحة عمر شامل.. إلى فرحة أبدية سعيدة.. فلنحتفل بقيامة الرب المجيدة.. ذاكرين تجسده العجيب..

وفدائه الباذل.. وقيامته المباركة.. ومجيئه الثاني.. ليأخذنا إليه..

ألم يقل لنا: "أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَىَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يو 2:14-3)؟




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx