اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون13 أبريل 2018 - 5 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

خواطر تربوية روحية للقيامة

دكتور رسمي عبد الملك

13 أبريل 2018 - 5 برموده 1734 ش

في بهجة وأفراح القيامة، ماذا لو راجعنا حياتنا؟ أين نحن؟ وإلى أين نذهب أو نريد أن نذهب؟ وكيف؟! لقد حدد السيد المسيح هدف مجيئه: «جئت ليكون لهم حياة، وليكون لهم أفضل» (يو10: 1). ما السلوك الروحي الذي يحقق ذلك (يرانا من خلاله الناس فيمجدوا أبانا الذي في السموات):

التحرر من سلطان الجسد، وأهوائه، وشهواته، وهموم العالم، وبروقه الفانية، وأن نسمو فوق جاذبية التراب والأمجاد الزائلة.

ونزع السمات الشخصية الضعيفة (الاستعلاء / الأنانية / حب الذات / الحقد / الدينونة / التجبر / العنف / التطرّف / الكراهية / النفاق / الخداع / التأمر / شهوة التسلق على أكتاف الآخرين مهما كانت النتائج / جرح مشاعر الآخرين / عدم الوفاء لمن قدموا لك خيرًا ومساندة خلال مشوار حياتك / الرياء / أن تضمر الشر للآخرين / التشاور بالسوء..).

العيش في مخافة الرب، فرأس الحكمة مخافة الرب، حتى نستحق أن نقول (أبانا الذي في السموات...)، ولكي نستمتع ونرى أيامًا صالحة، نتذكر دَاوُدَ في مزموره: «صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن النطق بالغش، حد عن الشر، واصنع الخير، اطلب السلامة واتبعها...»، وهذا يتطلّب الالتزام بالنقاء كبخور يشتمه الله رائحة زكية، يتنسم فيها ملك السلام رائحة الإنسان الجديد ما بعد القيامة، ولكي نكون بحق رائحة المسيح الذكية.

صنع الخير، فقد جاء السيد المسيح في رحلته الأرضيّة ليرينا طريق الحياة الأفضل، وقال: «أنا هو الطريق والحق والحياة»، فكان «يجول يصنع خيرًا» (أع10: 38)، للجميع للإنسان والإنسانية، وعلينا تتبع خطوات الفادي في العطاء الذي بلا حدود، حتى أعطانا جسده ودمه (أعلى درجات العطاء)، أن يعطي الإنسان ذاته لأجل الآخرين، «فليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه» (يو15: 13).

تذكر الطلبات التي طلبها يسوع على الصليب، من بينها: 1- من أجل الأعداء «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون». 2- من أجل الغريب «ثم قال للص الذي طلب منه: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.. فقال له يسوع: الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس». 3- من أجل القريب «فلما رأي يسوع أمه، والتلميذ الذي يحبه واقفًا: يا امرأة هوذا ابنك، ثم قال للتلميذ: هوذا أمك». ما أجمل أن يمنحنا الله نعمة الإحساس بمشاعر واحتياجات الآخرين!!

السلوك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة (أفسس 5: 15-21)، فالزمن هو العطية الفريدة التي يمنحها الله لجميع البشر بنفس التساوي، ويشير علينا بولس الرسول في رسالته للعبرانيين (3: 13)، «عظوا أنفسكم كل يوم، مادام الوقت يُدعى اليوم»، مع الاهتمام بالتدقيق في كل تصرفاتك وكلامك «تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في وقتها» (أم25: 11).

الاستمتاع بسلام المسيح، المنتصر على الموت، لنعيش حياة الانتصار (الحياة الأفضل)، التي جاء من أجلها المسيح لخلاصنا، الانتصار على كل قوة المعاند، وأن نتسامح، ونغفر، ونسعى إلى مساعدة أي إنسان يحتاج إلينا، في محبة حقيقية وفي صمت وتواضع وفرح، وأن نزرع السلام والرجاء في القلوب المتألمة (مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سر الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف).

حقًا كما قال إشعياء النبي (25: 9): «هوذا هذا إلهنا، انتظرناه فخلصنا، هذا هو الرب انتظرناه، نبتهج ونفرح بخلاصه».




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx