اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

التسليم والتلمذة في حياة الكنيسة

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش

التسليم والتلمذة أمران ضروريان في حياة الكنيسة، والتسليم والتلمذة مهمّتان لا تلتزم بهما الكنيسة فحسب، بل يجب أن تهتم بهما كل أسرة مسيحية.. فالتسليم والتلمذة هما دور الأسرة والكنيسة معًا.. وبهما نستطيع أن نحفظ للكنيسة والأسرة سلامتهما.

التسليم والتلمذة أمران يحفظان للكنيسة حياتها وحيوتها، فالكنيسة التي تهتم بهما هي كنيسة ولود تلد أبناء روحيين للرب على الدوام، فالكنيسة التي لا تهتم بالتسليم والتلمذة تظل عاقرًا.

التسليم والتلمذة أيضًا هما علامة صحّة الكنيسة وقوتها، فالحياة المسيحية لكي نعيشها بعمقها ونقاوتها لابد أن يسلّم كل جيل الجيل الذي يليه ما تسلّمناه من الآباء والأجداد.

التسليم والتلمذة أيضًا أمران لا يتوقفان عند سن أو عمر مُعيَّن بل يظل الإنسان المسيحي يتعلم ويتتلمذ طوال العمر ومهما بلغ من درجات روحية أو كنسية، فقد رأيت بنفسي الراهب مينا البرموسي المتوحد (قداسة البابا كيرلس السادس) تعلم من شماس قديم طاعن في السن أمرًا طقسيًا بكل خضوع وطاعة، يتسلم منه دون خجل أو تشامخ، ويجيب باتضاع: "حاضر يا عم فلان".

التسليم والتلمذة إذًا هما رسالة الكنيسة والأسرة المسيحية على الدوام...

وفي التسليم والتلمذة نحتاج أن نهتم بأربعة أمور:

1- نحتاج أن نتتلمذ ونسلّم أولادنا ضرورة حياة التوبة المستمرة، فالتوبة هي علامة محبتنا لله، وهي عمل لا ينقطع من حياة الإنسان المسيحي في كل الأوقات: في الأصوام وفي فترات الراحة، فالتوبة وحدها ترضي قلب الله.

2- نحتاج أيضًا أن نسلم ونتلمذ أولادنا على الإيمان الصحيح الذي تسلمناه من آبائنا وأجدادنا، وعلى الالتزام بوسائط النعمة (من صلاة، وصوم، وقراءة للكتاب المقدس، والالتزام بالاعتراف، والتناول المستمر، وأخيرًا بحياة الخدمة)، فبقدر تعليمنا لأولادنا الالتزام بالإيمان ووسائط النعمة، بقدر ما نحفظهم من العالم، وبقدر ما يولد للكنيسة أبناء روحيون يمكنهم أن يتحملوا مسئولية الخدمة من جيل إلى جيل.

3- نحتاج أن نسلم ونتلمذ أولادنا على حياة القدوة كما علم معلمنا بولس الرسول تلميذه تيموثاوس: «كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة» (1تي4: 12). وتسليم القدوة هو دور الكنيسة ودور الأسرة، فالأبناء يمتصون من آبائهم كل سلوكياتهم، والكتاب المقدس يحفل بشخصيات رائعة كانت  قدوة لأبنائها كأُم وجدة القديس تيموثاوس، وتاريخ الكنيسة أيضًا يحكي كيف قبل الشهيد مار جرجس المزاحم الإيمان بسبب قدوة أمه البارة التقية.

4- أخيرًا نحتاج أن نسلم ونتلمذ أولادنا على محبة الكنيسة وروح الخدمة الدائمة، فكل إنسان مسيحي له موهبة حتى وإن كانت بسيطة، فجميعنا لابد أن يكون لنا دور في خدمة الكنيسة، وكل أسرة يجب أن يخرج من أولادها من يخدم الرب وبِيعته بأمانة، فالأسرة والكنيسة الأمينة تحتاج أن تتعرّف على مواهب أولادها وتستخدمها، لكي نكون جميعا أمناء في الوزنات التي ائتمننا الرب عليها، ونقف أمامه مُؤهَّلين لمكافأة الملكوت السماوي، لأننا تاجرنا بوزناتنا وربحنا.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx