اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

القيامة والماء الحي

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش

المسيح هو ينبوع الماء الحي (يو4: 1-42):

«كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، أمّا من يشرب من الماء الذي أعطية أنا له فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطية له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية»..

وكان الماء من الأمور الضرورية للشعب في البرية لأن بدونه يهلكون عطشًا، لذلك أرسل لهم الرب ماءً من الصخرة ليشربوا.. لذلك لا يمكن للمسيحي أن يعيش في هذا العالم بدون مياه الروح القدس.

+ والإنسان له عواطف ومشاعر وأحاسيس لابد أن تشبع، فإن لم يصل إلى الامتلاء بالروح القدس فإنه يعطش إلى العالم ومياهه التي كل من يشرب منها يعطش، لأنه ليس في العالم الماء الحي، بينما طبيعة روح الله القدوس أنه أنهار ماء حي يفيض إلي حياة أبدية «الروح والعروس يقولان: تعالَ، ومن يسمع فليقل: تعالَ، ومن يعطش فليأتِ، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانًا» (رؤ22: 17).

+ وفي القيامة ينبغي أن نحس بالحركة الباطنية للروح القدس في حياتنا وتفيض على الآخرين أيضًا، أي أن الإنسان الذي يتكلم عن القيامة بدون إحساس بجريان الماء الحي من بطنه لهو يعيش الموت.. ومن جهله يظن أنه يملك أنهارًا داخلية..

لنتذوق قوة، القيامة ونرتوِ بمياه روحها الفيّاضة، لنذوق ينابيع الحب المنفجرة من الجنب الإلهي..

+ لذلك يقول: «ومن يعطش فليأتِ، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانًا» (رؤ22: 17)، لأن مياه العالم (أي شهواته وملذاته) تزيد الإنسان عطشًا ونهمًا، أمّا شخص السيد المسيح ففيه كل الشبع وكل الارتواء الدائم الحي «أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» (رؤ21: 6).

+ ولقد رأي الرائي نهرًا صافيًا من ماء حياة لامعًا كبلور، خارجًا من عرش الله (رؤ22: 1).

+ وعن الماء الحي مكتوب أيضًا: «وفي اليوم الأخير وقف يسوع ينادي قائلًا: إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب. من آمن بي - كما قال الكتاب - تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطِي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد» (يو7: 39-37)..

السيد المسيح يكشف عن حقيقة أنه المانح ماء الحياة (الماء الحي):

لقد ظنّت السامرية المسكينة أن الرب يسوع فعلًا يطلب أن يشرب لأنه كان قطع مسافات طويلة (6 ساعات)، فقالت له: «كيف تطلب مني لتشرب...؟»، فإذ به يقول لها: «لو كنتِ تعرفين عطية الله، ومن الذي يقول لكِ: أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاك ماء ينبع إلى حياة أبدية» (يو4: 10).

+ ما معني الماء الحي؟: ما هذا الماء الذي يعطي الإنسان الحياة الأبدية، والإنسان مخلوق ولابد للمخلوق أن يفنى، فكيف ينال الإنسان الحياة الأبدية ما لم يُعطَ ما يتغذى عليه، وما يعطينا أن نبقى إلى الأبد؟

هذا الماء الذي تكلم عنه سفر الرؤيا.. الذي يخرج من العرش، أي أن مصدره من الله نفسه.. لأن الله هو الحياة، فلابد لماء الحياة أن ينبع من الله.. ليس هناك مصدر للحياة ألّا الله. لأن الله هو الحي الأول، والسيد المسيح يقول عن نفسه: «أنا هو القيامة والحياة»، ومنه ينبع نبع الحياة، وكل من يريد أن يحيا لابد أن يأخذ من نهر الحياة، ولابد أن يشرب من نهر الحياة.

وفي سفر إرمياء يقول: «تركوني أنا ينبوع الحياة»، مَن الذي يتكلم؟ الله هو الذي يقول : «تركوني أنا ينبوع الحياة».. هو باعث الحياة، ومَن يريد أن يحيا لابد أن يشرب من الماء الذي يعطية هو.. ومن يشرب من الماء الذي أنا يعطية يحيا إلى الأبد، ويصير فيه ينبوع ماء «ينبع إلى حياة أبدية».




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx