اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

الكتاب المقدس والإنسان المعاصر (3)

نيافة الأنبا موسى

27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش

ذكرنا في الأعداد الماضية أن حاجات الإنسان المعاصر هي: 1- المعرفة. 2- المرجعية. 3- الخلاص. 4- الخلود.

وذكرنا أن هذه الاحتياجات الأربعة يتم إشباعها من خلال الكتاب المقدس... وذكرنا منها 1- المعرفة 2- المرجعية، وذكرنا أن الإنسان عبر على ثلاث مراحل في موضوع المرجعية وذكرنا منها:

1- مرحلة التدين الأخلاقي

2- مرحلة الحداثة (Modernism)

3- مرحلة ما بعد الحداثة: وهي ما نحياه في العصر الحاضر، أو ما يُسمّى "ما بعد الحداثة" (Post-Modernism)... وفيه تم الابتعاد عن المرجعين السابقين: الله، والعقل. وصار المرجع هو الـ"Culture"، أي "أسلوب الحياة"... وأصبح لكل إنسان أو مجموعة من البشر الأسلوب الذي يحبونه، ويتفق مع مزاجيتهم، ويجب أن يعيشوا بحسبه، بغضّ النظر عن الخطأ والصواب، فكل شيء مقبول، مادام لا يمسّ حرية الآخرين: أيّ دين، وأيّ مذهب، وأيّة أخلاقيات، وأيّ سلوك جنسي... الكل مقبول مادام لا يمسّ حريات الآخرين. ومن خلال هذه الـCulture أصبح كل شيء مباحًا: الجنس الطبيعي، والجنس الشاذ، وما هو أبشع من ذلك!! المهم أن "حريتك تنتهي عند طرف أنفك"!!، أي أن تفعل ما شئت دون أن تتدخل في حرية الآخرين أو تسقط تحت طائلة القانون!

وأصبحت الفلسفة المعاصرة (New Age Movement) التي تقول: "All is God - All is Good - All is one"...

1- الكل هو الله: الإنسان والنبات والجماد (Pantheism)، فكل الكون بمشتملاته "أجزاء" من الله الواحد...

2- الكل جيد ومقبول: أي دين، أي مذهب، أي سلوك جنسي، ليس هناك خطأ وصواب...

3- الكل واحد: فهذه الفلسفة ستجمع البشرية إلى واحد، بدلًا من الأديان التي تفرقنا!!

أين المرجعية؟ لا توجد!!

أين الحقيقة؟ لا توجد حقيقة مطلقة، بل هناك Relative reality، أي "حقيقة نسبية"... وهكذا تاه الإنسان... بل حتى بعض الكنائس، حيث اعتمدوا كهنوت المرأة (مخالفةً للكتاب المقدس والتقليد على مدى التاريخ)، وقنّنوا الشذوذ الجنسي، والبقية تأتي. لقد تجاسر بعض الأنجليكان - بسبب غياب المرجعية - أن يتم التصويت على آيات واضحة في الكتاب المقدس، دستور المسيحية، فرفضوا ما قاله بولس الرسول ضد الشذوذ الجنسي، مدّعين أن ما قاله المسيح شيء، وما قاله بولس شيء آخر، ومتناسين أن «كل الكتاب هو موحى من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملًا، متأهبًا لكل عمل صالح» (2تي3: 16، 17). وأنه «لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط1: 21).

من هنا تأتي حاجة الإنسان إلى "المرجعية العُليا" ممثلة في الكتاب المقدس، ليس فقط كاحتياج نفسي، بل كاحتياج عملي، ليستطيع أن يحكم على كل شيء، ويميز «الأمور المتخالفة» (رو2: 18، في1: 10)، لهذا نحتاج إلى نور الكلمة أثناء مسيرة الحياة، لنعرف كيف نختار، وكيف نميز بين الخير والشر، وبين المقبول وغير المقبول، والبنَّاء وغير البناء، تحكمنا ثلاثة مبادئ:

+ «كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق» (1كو10: 23).

+ «كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء تبني» (1كو10: 23).

+ «كل الأشياء تحل لي، لكن لا يتسلط عليّ شيء» (1كو6: 12).

وهكذا، فبالذهن المستنير بنور الروح القدس، وفعل الكلمة الإلهية المقدسة، نستطيع أن نقتني المرجعية التي نلجأ إليها، في كل أمور حياتنا.. من هنا كانت حاجتنا إلى كلمة الله ونور المسيح.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx