اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 15-16

اخر عدد

لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد

القمص بيشوي بطرس بطرس كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بدسوق

27 أبريل 2018 - 19 برموده 1734 ش

لقد كانت المياة قبل بداية اليوم الثالث من أيام الخلق تغطي الأرض كلها وسُمِّيت حسب النص الكتابي "غمرًا". فكانت الأرض مغمورة بالمياة..

ولكن كيف تكون الحياة على الأرض، وكيف تعيش الكائنات الحية، وكيف ينمو النبات وهي مغمورة بالمياة؟!

لابد من وجود يابسة يقف عليها الحيوان وينمو عليها النبات.. فكيف تكوّنت اليابسة؟!

لكي نفهم ما حدث دعونا نتأمل في قطعة أرض زراعية فقدت جزءًا كبيرًا من مياهها بالتبخير، نلاحظ أن مساحة قطعة هذه الأرض لا تنقص، ولكن مايحدث هو تشقُّق لهذه الأرض الزراعية ليحل الهواء محل الماء، وتبقى المساحة ثابتة رغم نقصان حجمها.. وأمر شبيه بذلك يحدث للوح من الخشب حديث القطع من شجرة وتعرض لأشعه الشمس لفترة طويلة، يحدث به بعض التشققات مثل ما حدث للأرض الزراعية، أو ينحني سطحة ويصبح مُقعَّرًا تجاه الشمس..

وما حدث في سطح الكرة الأرضيه مع بداية اليوم الثالث إنما هو شبيه بهذا الأمر، فقد انكمشت بشدة التبريد مع الوقت مما قلّل من حجمها في حين أن مساحة سطحها لم تتغير، وقد أدى ذلك إلى ظهور التجاعيد والشقوق ولكن على نطاق واسع جدًا. هذه التجاعيد والشقوق بالنسبة للأرض هي مجموعه من الظواهر الطبيعية والجيولوجية التي من أمثلتها ما يُسمّى بالفوالق (Faults) والطيّات (Folds).. الفوالق تمثّل الشقوق، والطيّات تمثل التجاعيد والانحناءات التي حدثت في الطبقات الأرضية.. وقد أدّى ظهور هذه الفوالق والطيات إلى ظهور مرتفعات تمثل اليابسة بكل أشكالها، ومناطق منخفضة اندفعت إليها المياه لتكوِّن البحار والأنهار.. وليس هذا فقط، بل كشفت هذه الظواهر عن طبقات صخرية تحوي العديد من المعادن والأحجار الثمينة التي ظهرت أمام نظر الأنسان فيما بعد ليبدأ في استغلالها

ولكن ماذا عن عبارة الكتاب «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ» (تك1: 9»؟!

لقد ظلت معرفة البحار والمحيطات ومدى ارتباطها ببعض معرفة قاصرة محدودة على الإنسان من خلال استخدام المراكب الشراعية البدائية، إلى أن تطور بناء السفن وظهرت الكبيرة منها، وتجرّأ البعض على التجول في البحار والمحيطات حتى تمكن كريستوفر كولمبوس من الوصل إلى الأمريكتين، ومن بعدة تمكن فرناندو ماجلان من الإبحار حول الأرض، ومن بعدهما الطائرات وسفن الفضاء لتؤكد الحقيقه المذكورة في الكتاب المقدس (اجتماع المياة إلى مكان واحد). وحتى البحيرات الداخلية وإن كانت معزولة ظاهريًا إلا إنها متصلة خفية عن طريق المياه التحت سطحية والجوفية..

حقًا لم يكن موسى إلا قلمًا يكتب به الله، ولسانًا يتحدث من خلاله، وفكرًا يفكر بما أوحى له الله به من قبل.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx