اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون11 مايو 2018 - 1 بشنس 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

رؤية القيامة هي عربون للحياة الأبدية

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

11 مايو 2018 - 1 بشنس 1734 ش

لم يظهر السيد المسيح بعد قيامته إلاَّ للذين قبلوه وللمؤمنين به فقط؛ ليؤكد أن التبرير مِن جريمة صَلبه هو للذين آمنوا باسمه وقبلوه فاديًا ومخلِّصًا. لم يظهر لبيلاطس ولا لرؤساء الكهنة؛ لأن رؤية القيامة هي عربون للحياة الأبدية، فكل مَن رأى المسيح القائم قد عاين الحياة الأبدية.

لذلك قال معلمنا بطرس الرسول عن قيامة السيد المسيح «هَذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً. لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ» (أع10:­40 و41).

هل استطاع أي شخص أن يرى السيد المسيح بعد قيامته وكان ما يزال في الخطية؟! هل ظهر السيد المسيح بعد القيامة لأي شخص من أولئك الذين رفضوه وصلبوه؟ هل ظهر السيد المسيح بعد قيامته لأي شخص من غير أحبائه؟ إن الحراس الذين كانوا يحرسون القبر لم يروا السيد المسيح عند قيامته، فإن القبر كان مختومًا والأختام موضوعة عليه وبداخله جسد السيد المسيح، وقد رآه رؤساء اليهود مع الحراس وتأكدوا من ذلك بأنفسهم قبل أن يضعوا الأختام. ولكن يقول الكتاب: «إِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ» (مت28:­2) أما النسوة اللائي ذهبن إلى القبر «فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْر فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ قَالاَ لَهُنَّ: لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ» (لو24:­1-6).

أما الحراس فلم يروا المسيح القائم ولكنهم رأوا الملاك الذي دحرج الحجر وجلس عليه «وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ» (مت28:­3-4)، لقد رأوا منظر الملاك يضوي وشعروا بالزلزلة التي حدثت والحجر الذي دُحرج، وبعدما انصرَفت المريمات نظروا داخل القبر فلم يجدوا جسد المسيح موجودًا فيه... إذ أنه قد قام، ولما وجدوا أن الأختام غير موجودة والحجر دُحرج والجسد غير موجود، فانصرفوا وهم يشعرون بالحرج والخزي بأنهم يحرسون قبرًا فارغًا، ومضوا وأخبروا اليهود بكل ما حدث وبدأت مؤامرة اليهود تنهار تمامًا، وبدأ السيد المسيح يظهر.. ظهر لمريم المجدلية ومريم الأخرى، ظهر لبطرس الرسول، وظهر لتلميذي عمواس وبعد ذلك ظهر للأحد عشر وهم مجتمعون ولم يكن توما معهم في الأحد الأول، وأراهم يديه وجنبه ومكان المسامير والحربة وقال لهم: «جُسُّونِي وَانْظُرُوا» (لو24:­39) ليؤكد لهم أنه قد قام حقًا بالجسد ولم يكن مجرد شبح أو خيال، وانتشرت أخبار القيامة بين التلاميذ وبدأت الكنيسة تفرح بقيامة السيد المسيح. أما اليهود فكانوا في ارتباك.. كانوا في خزي، لا يعلمون ماذا يقولون، إنهم لم يروا المسيح القائم من الأموات؛ لأن رؤية المسيح القائم من الأموات معناها إن الإنسان قد رأى عربون الحياة الأبدية... عربون الملكوت.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx