اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون25 مايو 2018 - 17 بشنس 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

بمناسبة الإحتفال بمرور 50 سنة على ظهور السيدة العذراء بالزيتون نبذة تاريخية عن الكنيسة

القس باسيليوس صبحى

25 مايو 2018 - 17 بشنس 1734 ش

في سنة 1914م فكر بعض الأقباط المقمين بضاحية الزيتون في بناءكنيسة لهم، حيث لم تكن كنيسة قبطية قريبة منهم. فأعلنوا الاكتتاب لتجميع المال اللازم للمشروع وذكرت هذا الاكتتاب بعض المجلات القبطية التي كانت تصدر في ذلك الوقت. ثم توجهوا لأحد الوجهاءالمقمين بالزيتون وهو خليل إبراهيم باشا، وطلبوا منه التبرع بقطعة أرض لبناء كنيسة عليها، فوعدهم بذلك. غير أن العمر لم يمهله لتنفيذ وعده هذا.

خليل إبراهيم باشا الثري الكبير (1832- 1924م):

كان محاميًا ورجلًا حقوقيًا لامعًا في عصره، وُلِد سنة 1832م بالقاهرة من عائلة قبطية عريقة ترجع أصولها لقرية شندويل بسوهاج، ومن نفس الأسرة: جندي بك إبراهيم شحاته صاحب جريدة الوطن. ويسى أفندي إبراهيم سكرتير إدارة سكة الحديد. تعلم بمدارس الأقباط الكبرى بالقاهرة (التى أسسها البابا كيرلس الرابع)، وعمل بدائرة على شريف باشا، وترقى إلى أن وصل لوظيفة باشكاتب الدائرة. في سنة 1880م عمل محاميًا قانونيًا أمام المحاكم الأهلية، وعُهِد إليه تنظيم لائحة المحامين، ولائحة المستخدمين، وتنقيح القوانين. اكتسب شهرة واسعة في هذا المجال، فانتُخِب لعضوية المجلس الملي الأول سنة 1884م، ولعب دورًا هامًا في المسألة القبطية حول الخلاف الحادث بين البابا كيرلس الخامس وأعضاء المجلس الملي سنة 1892م.

يُعتبر أحد مؤسسي جمعية التوفيق القبطية، كما اشترك في تأسيس جمعية ثمرة التوفيق، وكان رئيس جمعية المساعي الخيرية القبطية الأرثوذكسية في الفترة من 1907- 1922م (لاحظ الخطاب التالي)، التى صارت فيما بعد الجمعية الخيرية القبطية (التى أسست المستشفى القبطي سنة 1918م). ولأجل كل ذلك أُنعِم عليه بوسام الكومندور من الجمهورية الفرنسية، وكذلك عدة نياشين من الحكومة المصرية. توفي يوم 7 مايو سنة 1924م، عن عمر يناهز 92 سنة.

صورة خطاب موجهه من قداسة البابا كيرلس الخامس إلى خليل بك إبراهيم سنة 1909م

وعند وفاة خليل إبراهيم باشا، كان الأقباط بضاحية الزيتون قد جمعوا مبلغ 450 جنيهًا من بعضهم البعض، وذهبوا به للخواجا توفيق خليل قنصل فرنسا في طنطاوشقيقته فيكتوريا، وهما أبناء المرحوم خليل ابراهيم باشا، وطلبوا منهما شراء قطعة أرض من أملاك العائلة بالزيتون لبناء الكنيسة. فطلبا منهم أن يردوا المبلغ لأصحابه، ووعدهم ببناء الكنيسة التى كان المرحوم والدهما ينوي بناءها من ماله الخاص إكرامًا لوالدة الإله التى جاءته في حلم الليل تأمره ببناء بيعة على اسمها بضاحية الزيتون.

وبالفعل خصّص الخواجا توفيق قطعة أرض مساحتها 250 مترًا مربع، لمشروع بناء كنيسة قبطية بشارع خليل (إبراهيم باشا) المتفرع من شارع طومانباي بالزيتون. وأُسنِد مشروع البناء لمهندس معماري إيطالي شهير يدعى Domenico Limongelli دومينيكو ليمونجيلي[1]، وطلب منه أن تكون الكنيسة الجديدة نموذجًا مُصغرًا لكنيسة آجيا صوفيا (الحكمة المقدسة) بأسطنبول بتركيا، وبدأ البناء سنة 1924م.

المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف

اكتمل المبنى وتم تدشين الكنيسة على اسم والدة الإله القديسة العذراء مريم، يوم الأحد 24 توت 1642ش الموافق 4 أكتوبر 1925م، وذلك في عهد مثلث الرحمات البابا كيرلس الخامس الـ112 (1874- 1927م)، وبيد مثلث الطوبى المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا (1924- 1962م). وتعين لخدمتها المتنيح القمص دانيال مسيحة.

المتنيح القمص دانيال مسيحه أول كاهن للكنيسة (1925- 1934م)

+  +      +

تجلت السيدة العذراء على قباب هذه كنيستها بالزيتون يوم الثلاثاء 24 برمهات 1684ش الموافق 2 أبريل 1968م، واستمرت التجليات والظهورات الروحية لمدة أكثر من ثلاث سنوات. صاحبت هذه التجليات الكثير من الآيات والمعجزات. شاهدها الألوف من المسيحيين وغيرهم، من المصريين والأجانب، كبارًا وصغارًا. ونقل خبر هذا الظهور العجيب الكثير من الجرائد والمجلات المحلية والدولية ووكالات الأنباء العالمية. ووثّقت هذا الظهور العجيب العديد من الكتب والمقالات بالمجلات بلغات متنوعة، حتى صار أشهر وأقوى ظهور للسيدة العذراء بمصر في القرن العشرين بدون منازع.



[1]مهندس معماري إيطالي مشهور: ولد سنة 1880م وعاش فترة طويلة من حياته بمصر. ومن بين أشهر المباني التى صميمها في القاهرة، كانت فيلا سينوت حنا في الجيزة (الآن مقر السفارة الفرنسية)، ومبنى نجيب غالي التوأم في الجيزة، وفيلا سبحاني (حل محلها لاحقاً شيراتون القاهرة) ،وكنيسة القلب المقدس بشارع عبد الخالق ثروت (سنة 1930م) ومعهد الساليزيان (الدون بوسكو) بروض الفرج، وفيلا محمد على توفيق باشا حاليًا مقر أكاديمية الموسيقى (كلية التربية الموسيقية) التابعة لجامعة حلوان بشارع شجرة الدر بالزمالك.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx