اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون25 مايو 2018 - 17 بشنس 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

الصوم روحيًا ونوال الحكمة

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

25 مايو 2018 - 17 بشنس 1734 ش

الصوم وسيلة هامة لنوال الحكمة كما حدث مع دانيال والثلاثة فتية، إذ رفضوا تناول الطعام من أطايب الملك أو خمر مشروبه، لذلك كانوا أكثر استنارة وقوة في طريقة ومنهج التفكير عن بقية الفتيان الذين أحضروهم ليكونوا في حضرة الملك، فارتفعوا في الكرامة والمنزلة في المسئولية.. وهنا نري الحكمة كعطية روحية تُنَشِّط بقوة العلاقة مع الله والناس والتفاعل الحياتي، وكذلك يظهر بوضوح العقل الحكيم والمستنير الذي ينتصر على الشهوات ويمنع التدني في عبودية الخطية وثقلها على النفس، وهنا يعلو الإنسان ويسمو في الروح بحكمة تقود لنتائج طيبة.

ومن أهم نتائج الحكمة:

1- النصرة على التجارب: أي الحروب التي يوجّهها عدو الخير للصائم كما حدث مع آدم الأول في الفردوس، وكذلك آدم الثاني (السيد المسيح) حين صام في البرية. ومن هنا وُجِد المبدأ أن مَنْ ينتصر في صومه بنجاح ينتصر بالتالي على أيّة تجربة روحية في المعركة غير المرئية مع عدو الخير الذي يحسد الإنسان الروحي. فالتمسك بالصوم يؤدي إلى روحانية منتصرة على حروب الجسد والعكس صحيح، فمن يكسر الصوم يدخل في مراحل كسر وصايا وسقطات عديدة روحية، ومن المعروف أن مجال النصرة مرتبط بالنجاحات الروحية ضد الشيطان والعكس مجال الهزيمة تتوالي فيه السقطات كما حدث مع البشرية التي فسدت طبيعيتها نتيجة للخطية وتسلُّطها على فكر ومشاعر الإنسان وأعماله أيضًا، كما عَبَّرَ عنها القديس بولس الرسول: «الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، ليس مَنْ يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد» (رو3: 12)، حتى صارت كل تصورات قلب الإنسان شريرة كل يوم.

2- السلطان على الجسد : بمعني القدرة على السيطرة الحقيقية على أيّة انفعالات شريرة بفعل شيطاني يريد أن ينال من كرامة الإنسان وحرية إرادته، بل ومن المعروف أن القصد الذي يريده الشيطان هو امتلاك إرادة الإنسان ومشيئته ليدفعه إلى طريق الضياع في كواليس الخطية ومالها من تأثير لتدنيس النفس، ومن هنا نجد قوة الصوم كدليل للقداسة الحقيقية: داخليًا في الكيان الإنساني، وخارجيًا أيضًا على مستوي الحواس والمعاملات، مما يؤدي إلى التقديس الكامل الذي يريده الله للنفس البشرية «كونوا قديسين لأني أنا قدوس» (لا11: 45).

لذلك نقول في القداس الغريغوري: "أقدم لَكَ ياسيدي مشورات حريتي، وأكتب أعمالي طبقًا (تبعًا) لأقوالك"..

3- الصوم مصدر للقوة الروحية: إذ به ننتصر على غواية الشيطان وكل إغراءاته، إذ يُحاط الصائم بقوة روحية تُغلق أمام الشيطان كل الأبواب والمنافذ الشيطانية، وتمنع عنه كل شر، إذ ينمو إيمانه القلبي فتسنده الإرادة الإلهية وتقوّية النعمة ليحقق كل المقاصد الروحية التي تريدها الوصية الإلهية، مما يؤدي إلى نجاح روحي حقيقي يُفرح قلب الله، فتنسكب النعمة لتملأ قلبه بنور إلهي قوي يؤدي به إلي حياة فردوسية مسبقة بالتسبيح والتهليل القلبي يردده اللسان كل حين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx