اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون25 مايو 2018 - 17 بشنس 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

قداسة البابا تواضروس الثاني يصنع تاريخًا

القمص أبراهام عزمي

25 مايو 2018 - 17 بشنس 1734 ش

مع مرور الأيام في العصر الحديث على كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، نجد أن قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني يضيف بدايات جديدة جدًا تاريخيًا. لعلنا الآن دائمًا نتوقع الجديد من قداسته. ولو نظرت إلى الكنيسة من الخارج خلال السنوات القليلة الماضية سترى كيف تُضاف صفحات جديدة فريدة جدًا في تاريخ الكنيسة. هذا هو إيماننا أن الرب يختار خليفة مار مرقس المناسب جدًا ليرعى الكنيسة بأمانة، كما تتطلب احتياجاتها واحتياجات أبنائها، حسب العصر الذي تمر به.

لقد رأينا مع قداسة البابا كيرلس السادس كيف قاد الكنيسة بالصلوات الهادئة واحتضان شبابها المتعلم بالأديرة، وهم الذين يقودون الكنيسة في الأجيال المتتابعة. ثم رأينا مع قداسة البابا شنوده الثالث كيف قاد قداسته ثورة التعليم بالكنيسة. ثم مع قداسة البابا تواضروس الثاني كيف يقود قداسته هذا الصرح الشامخ الممتد في الأرض والمرتفع إلى، السماء وتثبيته كمؤسسة عالمية تحترمها كل الحكومات والهيئات العالمية، في عالم انفتحت فيه كل القنوات بلا حدود بسبب الميديا. عندما تفكر في ذلك تجد أنه كان من الضروري فعلًا أن تأخذ الكنيسة مكانتها وسط هذا العالم الصاخب بكل ثقل ورسوخ إيماني آبائي منفتح على كل العالم، لا يعثر فيه من ينظرون إليه من الخارج، بل يرون فيه حياة إيمانية مستمرة، وليس كما لو أنه من الآثار القديمة التي يزورونها وينبهرون بها لساعات قليلة ثم تصبح زيارتهم لها ماضيًا يُنسى، بل الآن يتمنون أن يكونوا جزءًا منها ومن تاريخها المستمر، هذا هو العمل الكرازي. ولا يعثر فيه أيضًا من هم من الداخل، بل يتريّثون في جني ثمار هذه النهضة المؤسسية الثاقبة كما وضعها رب المجد قديمًا، إذ يقول القديس مرقس الرسول في إنجيله: «فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ رِفَاقًا رِفَاقًا عَلَى الْعُشْبِ الأَخْضَرِ» (مرقس6: 39)، أي أنه كان هناك أمر من رب المجد في تنظيم وترتيب الجموع. الكنيسة لا تعيش عشوائيًا. هناك أمر إلهي بالترتيب. وهناك وقت معين لهذا الترتيب يرشد فيه الروح القدس راعي الكنيسة الذي اختاره الرب لهذه الرعية ولهذا الترتيب.

قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك هذا الزمان، الجالس على عرش مارمرقس، المُرشَد بالروح القدس، راعٍ له فكر مؤسسي ثاقب، والعناية الإلهية قد رأت أنه وقت يتم فيه ترتيب عشوائيات ذلك البيت الممتد في الأرض والمرتفع إلى السماء.

سيأتي وقت يشهد فيه التاريخ على قداسة البابا تواضروس الثاني بأنه:

- اول بطريرك يضع الفكر المؤسسي طوع اللاهوت الرعوي لرعاية شعبه بنظام، كما قال قداسته: "نحن نسعى لوجود نظام لكل شيء". وبفضل إرشاد قداسته وعمل آباء المجمع المقدس الأجلاء مع قداسته، تم وضع لوائح كثيرة في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ولأول مرة في تاريخ الكنيسة، مثل لوائح تنظيم خدمة الآباء الكهنة، ولوائح الأحوال الشخصية بدوائرها المتفرعة الجديدة النظام، ولوائح الرهبنة والحياة الديرية، ولوائح المرتلين والمكرسين.. وغيره. ومازال العمل قائمًا على تطوير الكثير منها واستكمال بعضٍ منها.

- البطريرك الذي في عهده يتم تطبيق اللوائح الجديدة من تنظيم عمل سكرتارية المجمع ومدتها.

- البطريرك الذي في عهده يتم وضع بروتوكول لزيارة رئيس الدولة المصرية لقداسة البابا في قداسات الاحتفال بالأعياد، شيء جديد على الكنيسة وتاريخ الكنيسة ووضع الكنيسة في وسط الشعب المصري ككل.

- البطريرك الذي في عهده يفتخر رؤساء الدول الخارجية ورؤساء حكوماتها بل وسفرائها بزيارة قداسته بالمقر البابوي.

- البطريرك الذي في زيارته إلى المملكة المتحدة تستقبله ملكة انجلترا.

- البطريرك الذي في عهده يدخل ولي عهد المملكة العربية السعودية المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليتقابل مع قداسة البابا.

- البطريرك الذي في عهده يتم تحويل طريقة العمل بالديوان البابوي الذي يحفظ أملاك الكنيسة على مر العصور، إلى عمل مؤسسي إلكتروني في كل الأقسام، ومازال التطور مستمرًا به.

- البطريرك الذي في عهده يتم تسجيل أرشيفات الكاتدرائية الورقية إلى قواعد بيانات إلكترونية، بعد أن أكلها العث وضاع منها الكثير على مر العصور.

- البطريرك الذي في عهده، بعد استشهاد أولاده العشرين خارج مصر، وبسبب علاقاته الطيبة مع السلطات على المستوي المحلى والدولي، يتم إرجاع جثامين أولاده القديسين الشهداء من ليبيا بعد 39 شهرًا من استشهادهم. والتاريخ يشهد أن رفات مارمرقس قد رجعت من روما بعد 1900 سنة من استشهاده، وذلك في عهد البابا كيرلس السادس. ورفات القديس موريس رجعت إلى مصر من سويسرا بعد حوالي 1400 سنة من استشهاده، وذلك في عهد البابا شنوده الثالث.

- البطريرك الذي في عهده يتم تقديم قائمة شاملة بكل الكنائس التي ليس لها ترخيص في كل القطر المصري، ويتم إعطاء الرخص لها بالتوالي، ومازالت هذه العملية مستمرة إلى وقتنا هذا.

- البطريرك الذي في عهده يتم إنشاء مبنى مركز اجتماعات المجمع المقدس بلوجوس، لتُدار طريقة اجتماعات المجمع المقدس حسب المتعارف عليه عالميًا من طرق التصويت في أمور الكنيسة في داخل المجمع المقدس.

- البطريرك الذي في عهده يتم إرسال الرسالة البابوية الخاصة بالأعياد السيدية بطريقة الفيديو، وتُترجَم إلى أكثر من 15 لغة عالمية، لتصل إلى كل أولاده من كل الجنسيات، وإلى الكنائس المنتشرة في أنحاء العالم. وقد حرص قداسته على هذه الخدمة منذ جلوسه على عرش مارمرقس.

- البطريرك الذي في عهده بدأ نظام الفيديو كونفرنس بين الأب البطريرك وأيّة كنيسة أو اجتماع في أيّة منطقة بالعالم، فيتم التواصل بينهم وبين راعيهم.

- البطريرك الذي أقام عددًا من الآباء بمسئولية "نائب بابوي" في أنحاء كثيرة من العالم، وذلك لتسهيل عمل الخدمة وتوزيع المسئوليات.

- البطريرك الذي في عهده قامت ثورة الإنترنت، والانفتاح الكبير على شبكات الإنترنت، ويقوم بعض من أعداء الكنيسة بالتطاول على الكنيسة. وتواجهها الكنيسة بكل هدوء وبالصلاة من أجل هؤلاء. ويشهد التاريخ أن هذه الثورة على الإنترنت هي التي ساعدت على سقوط اثنين من رؤساء مصر حديثًا.

- البطريرك الذي في عهده تم إنشاء وتعيين متحدّث رسمي للكنيسة، منه فقط تؤخذ المعلومات الخاصة بأخبار الكنيسة، لتواكب الكنيسة السرعة الرهيبة في تناقل الأخبار، والحرص على وحدانية ومصدر المعلومات.

- قداسة البابا تواضروس الثاني هو أول بطريرك يستخدم الإنترنت والميديا والفيسبوك وتويتر والإيميلات ليتواصل مع كل شعبه بالطريقة العصرية التي يستخدمونها. يعلمهم ويرد على أسئلتهم ويطمئنهم ويصلي من أجلهم.

فعندما نقول إن قداسة البابا تواضروس الثاني يصنع تاريخًا فنحن لا نبالغ، وأنا موقن أن ذهني لم يستطع أن يحصر أشياء كثيرة مما صنعه قداسته أو مازال يصنعه. وقداسته لا يميل أن يتحدث أبدًا عن نفسه ولا عن إنجازاته، ولكنها ظاهرة لأعين الكثيرين إذ يصنعها بالحب وتُفهَم بالحب لأنه بابا المحبة، إذ شعار قداسته هو «المحبة لا تسقط أبدًا» (1كو13: 8)

ولذلك نحن نصلي من أجل بطريركنا قداسة البابا تواضروس الثاني، راعينا الأمين، لكي ما يكمل الرب عمله من أجل الكنيسة على يديه كما رسمت لنا العناية الإلهية. ولإلهنا المجد الدائم إلى الابد. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx