اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

لماذا دخل المسيح إلى أرض مصر؟

مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش

كتب إشعياء النبي: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا» (إش19: 1).

كان في مصر أقوى عبادة وثنية في كل العالم. وأقوى حضارة علمية. فبرع أهلهما وتفننوا في فن التحنيط، ولا يوجد من يستطيع أن يفعل ما فعلوه في التحنيط حتى يومنا هنا. وبرعوا في فن العمارة والأهرام تشهد على ذلك. وبرعوا في علوم الفلك ولازالت وزارة الزراعة المصرية حتى الآن تعتمد على الشهور القبطية في ارتباطها بالزراعة والتغيرات الجوية. وتصدر أجندة وزارة الزراعة سنويًا على التقويم المصري القديم. وبرع المصريون في تصنيع الألوان التي لا تتأثر بمرور الأيام حتى أن الألوان على النقوش الحجرية التي دهنوها؛ لازالت زاهية ومحتفظة بألوانها بعد مرور آلاف السنين. وتفّوق المصريون في ممارسة الطب والكيمياء وفي فنون العمليات الجراحية التي وصلت إلى عمليات داخل الجمجمة البشرية. كما أن موسى النبي قد «تَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ» (أع7: 22).

وللأسف فمع هذا التفوق الحضاري الذي يصعب وصفه؛ فإن الشيطان قد استغل هذا التفوق الحضاري في تأسيس أقوى عبادة وثنية في كل العالم.

وإذ جاء المسيح كلمة الله متجسدًا؛ وهو «الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ» (كو2: 3). فلم يكن من الممكن أن يتجاهل أهمية تأسيس كنيسة مسيحية قوية في مصر؛ تثبت أن حكمة الله تفوق كل حكمة البشر، وأنه قادر أن يفعل العجب بمصر ويدك مملكة الشيطان الروحية فيها بقدرة إلهية وببشارة سلمية. وينطبق عليها قول الكتاب «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ» (قض14:14).

لذلك يلزمنا أن نستكمل ما أورده إشعياء النبي وذكرناه عن مجيء الرب محمولًا على ذراعي العذراء القديسة الطاهرة مريم في عبارة «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ» (إش19: 1). ونرى العجب فيما كتبه إشعياء النبي وقتها، ويصعب أن يُدوَّن في سفر إلهي في وسط شعب إسرائيل الذين لم يكونوا يقبلون وجود أيّ مذبح للرب خارج الهيكل في أورشليم الذي بناه سلميان ونقل إليه كل محتويات خيمة الاجتماع المقدسة، وتم تجديد مبانيه بعد عودتهم من السبي. كتب إشعياء النبي يقول: «وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْر.. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ.. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثًا لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ. بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ» (إش19: 1، 19، 10، 24، 25).

ومملكة أشور كانت في منطقة سوريا الحالية، ومن المعروف أن كنيسة الأقباط وكنيسة السريان هما كنيستان شقيقتان عبر العصور. أمّا شعب إسرائيل هو الثلث الباقي، فهناك وعد في رسالة بولس الرسول إلي أهل رومية بقوله: «أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيّا لاِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ. وَهَكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ» (رو11: 25، 26). بمعنى أنهم سيؤمنون بالمسيح ببركة مصر قبل عصر الارتداد وقبل نهاية العالم.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx