اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

تهور.. ولكن

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش

بمناسبة صوم أبائنا الرسل الأطهار نود أن نتكلم عن شخصية القديس بطرس الرسول، وما هي المراحل التي مرت بها:

+ الاختيار:

كان اختيار الرب لبطرس اختيارًا عجيبًا، فعلى الرغم من معرفة الرب لشخصيته إلا أنه اختاره وأتاح له فرصة الخدمة والعمل معه.. ولعل هذا يعطينا الأمل والرجاء في أن الرب على الرغم من معرفته بعيوبنا إلا أنه سيسمح لنا بخدمته والعمل معه والوجود في بيته.. ويعطينا كذلك الأمل في إمكانية تغييرنا وتحولنا إلى الأفضل.

+ التوظيف:

إن اختيار الرب لبطرس أيضًا يعلمنا كيف نوظّف كل إنسان مهما كانت عيوبه أو أخطاؤه.. نوظفه في أداء العمل المطلوب.. وكيف نتعامل ونستفيد من طاقات أي إنسان مهما كان.. فإن لم يكن يعرف في الوعظ فقد يعرف في الصلاة، أو قد يعرف في الافتقاد.. قد يعرف في تنظيم الاجتماعات.. قد يعرف في عمل نبذات وأوراق تجذب انتباه الناس للحضور.. قد يعرف في العمل الاجتماعي من رحلات أو أنشطة أو نوادي.. قد يعرف في العلاقات العامة وجذب البعيدين. ليتنا لا نخسر أيَّة طاقة يمكن أن نستفيد منها مهما كانت صغيرة أو قليلة.. فحصاة صغيرة قتلت جليات وثعلب صغير أفسد كرمًا وسامرية جذبت السامرة..

+ العلاج:

لنتعلم من الرب كيف عالج هذا التهور.. فالعلاج كان بثلاثة أنواع: النصح، والتوبيخ، والتأديب.

(1) النصح: حينما تهور القديس بطرس وأخرج سيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة في البستان، قال له الرب ناصحًا: «رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون بالسيف يهلكون» (مت26: 52).

(2) التوبيخ: في قصة مشي السيد المشيح على الماء، اندفع بطرس وقال: «يا سيد إن كنت أنت هو فمرني أن آتى إليك على الماء».. فنزل بطرس ومشى على الماء.. ولكنه خاف وغرق.. فوبخه الرب قائلًا: «يا قليل الإيمان لماذا شككت؟» (مت 14: 25-33).

(3) التأديب: بعد العشاء الأخير قال الرب لتلاميذه: «كلكم تشكّون فيّ في هذه الليلة»، فاندفع بطرس وقال: «وإن شكّ فيك الجميع فأنا لا أشك أبدًا».. فرأى الرب الكبرياء في هذه الجملة، فأراد أن يؤدبه عليها فقال له: «إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات» (مت 26: 31-34)، لقد تركه الرب ليعرف حقيقة نفسه..

+ التحول:

إن كانت الطبيعة البشرية بها ضعفات ونقائص إلا أن الرب قادر على علاجها، بل تحويلها إلى طبيعة مقدسة مباركة.. وهذا ما حدث لهذا القديس.. فبعد حلول الروح القدس صار من أنشط التلاميذ وأكثرهم فاعلية، ويكفى أنه في يوم الخمسين بعظة واحدة جذب ثلاثة آلاف نفس للرب.. لقد حوّل الرب طاقة الاندفاع عنده إلى طاقة خدمة فيها شجاعة وبذل وعطاء.. حقًا ما أعجب الرب الذى يبدّل ويغيّر.. مثل الفخاري الذى يمسك الطينة في يده ويشكّلها.. شكّل حياتنا يا رب، واصنع منّا آنية للمجد والفخار.. آمين.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx