اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

الأسس الإيمانية لظهورات القديسين

القمص بنيامين المحرقي

08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش

الإيمان بخلود النفس البشرية: فالإنسان مخلوق على صورة الله، فهو موعود بحياة أبدية. إذ ليس الموت نهاية، إنما هو جسر نعبره لكى نصل للحياة الأبدية «فإن الله خلق الإنسان خالدًا وصنعه على صورة ذاته» (حك2: 23). فالإنسان خُلِق مُركَّبًا من نفس روحانية وجسد، فقد ظهر موسى على جبل التجلي (مت17: 3)، فالإنسان مخلوق وموعود بالحياة الأبدية، لذلك يقول معلمنا القديس بولس الرسول: «فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ» (2كو5: 8).

نؤمن بظهورات القديسين لأننا نؤمن بأنهم أحياء: فالسيد المسيح بقيامته، جعل من الموت جسرًا للحياة «مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ» (هو13: 14)، «أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ» (مت22: 32)، والسيد المسيح عندما تكلم عن لعازر لم يقل: مات، بل نام (يو11: 11). والكتاب المقدس يذكر كلمة "الراقدين" كثيرًا، وليس الأموات (دا12: 2؛ مت27: 52؛ 1كو15: 20؛ 1تس4: 13، 15). هل من الممكن أن تقيم عظام ميت، ميتًا آخَر؟!! فكيف أُقيمت عظام أليشع ميت، ما لم يكن أليشع حي (2مل13: 20).

فالقديسون بحياتهم العطرة، المُزيَّنة بالفضائل جعلتهم نماذج حية، نتمثل ونقتدي بهم. لذلك يوصينا القديس بولس الرسول: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عب13: 7)، فكما يقول القديس باسيليوس الكبير: [حياتهم تمثل بالنسبة لنا أيقونة حية للحياة المُرضية لله، لكي نقتدي بأعمالهم الصالحة] (PG32,228). القديسون الراقدون في المسيح هم «أَمَامَ عَرْشِ اللهِ وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلًا فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ» (رؤ7: 15)، أحياءً، يسجدون له ويصرخون له، ولا ينسون الذين على الأرض.

وحدانية جسد المسيح: الكنيسة هي شركة، ليست شركة فقط بين الأحياء بعضهم البعض، بل وأيضًا مع الذين رقدوا في الإيمان، ومع كل المؤمنين الآتين في المستقبل. الكنيسة كنيسة واحدة، تشمل المؤمنين المنتقلين والمؤمنين المجاهدين، فالكل أعضاء فى جسد المسيح الواحد «هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ» (رو12: 5). يقول القديس إيريناؤس، عن الكنيسة: [إنها الكنيسة الكائنة في التاريخ، ولكنها فوق التاريخ. إنها جسد المسيح، والمتَّصلة اتصالًا حقيقيًا بكل الكنوز الروحية] (ضد الهرطقات27).

برهان عضوية الجسد الواحد، هي الصلاة، فيقول القديس بولس الرسول: «مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ» (أف6: 18)، ويوصينا معلمنا يعقوب الرسول: «َصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ» (يع5: 16). يقول القديس كبريانوس: [فلنذكر بعضنا بعضًا ولنصلِّ بعضنا عن بعض دائمًا، وإذا سبق أحدنا الآخر من هنا إلى الحياة الأخرى فليواصل محبته عند الله، ولا يكف عن الصلاة من أجل الإخوة لدى رحمة الآب].

فالقديسون المنتقلون يصلون من أجلنا، ويتشفعون فينا، ونحن نصلي من أجلهم في صلواتنا من أجل المنتقلين. كما نضع أيقونات القديسين والملائكة على حامل الأيقونات، علامة على شركتهم معنا. لقد تشفع موسى بإبراهيم وإسحق ويعقوب (خر32: 13)، وتشفع سليمان بداود أبيه (2أي6: 42)، ولأجل داود لم يمزق الله مملكة إسرائيل في أيام سليمان (1مل11: 11).

إمكانية ظهور أرواح القديسين: إذا كان الله نفسه يسمح بظهوره لعبيده من البشر مع أنه الإله الغير المنظور بحسب حكمته ومقاصده. وكذلك إمكانية ظهور الملائكة مع أنهم أرواح. وأرواح الصديقين هى أرواح حية وموجودة بالفعل، فلماذا يكون ظهورها وتجسمها من الأمور المستحيلة؟ فالتاريخ مملوء بالوقائع عن ظهور السيدة العذراء والملائكة والشهداء والقديسين. ولله حكمة عالية من سماحه بظهور القديسين، منها: تمجيد الله وإعلان عن ملكوته. وكما أن ملوك الأرض يحيط بهم أجنادهم وعظماؤهم والمخلصون لهم، كذلك الملك السماوي يتمجد بربوات ملائكته وقديسيه سواء أكانوا من الأحياء على الأرض أو من سكان السماء. تثبيت إيمان المؤمنين وتقوية لثقتهم، وتذكير للناس بصدق مواعيد الله وعظمة أعماله.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx