اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

هل يمكن أن نستغني عن العهد القديم؟

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

08 يونيو 2018 - 1 دف بؤونة 1734 ش

أحيانًا يدور في أذهان البعض هذا التساؤل، أنّه إذا كان السيّد المسيح قد جاء في العهد الجديد بكمال الوصيّة، وكشف لنا أسرار ملكوت الله.. فلماذا نتمسّك بقراءة العهد القديم ودراسته؟ خاصّةً أنّ وصاياه قد تمّ تجاوُزُها في العهد الجديد! هل يمكن لنا كمسيحيين أن نكتفي فقط بقراءة أسفار العهد الجديد والتأمُّل فيها؟!

في الإجابة على هذا التساؤل، هناك عدّة نقاط هامّة يلزمنا أن نضعها في الاعتبار:

1- العهد الجديد لم ينفِ أو يلغِ الأساسيّات التي وُضِعَت في العهد القديم وأقصد بها العدالة والقداسة والرحمة والمحبّة.. وهذا ما أكّده السيّد المسيح عندما قال: «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.» (مت5: 17).

2- جاءت في أسفار العهد القديم نبوءات وإشارات ورموز كثيرة للسيّد المسيح ولعمله الخلاصي.. وقد شرح السيّد المسيح بعضها للتلاميذ بعد القيامة وحدّثهم عن الأمور المختصّة به من موسى والأنبياء والمزامير وفتح ذهنهم ليفهموا الكُتُب (لوقا24).. ولذلك كان الشُغل الشاغِل للتلاميذ، كما علّمهم الرب يسوع، هو القراءة والبحث والدراسة في العهد القديم لاكتشاف النبوّات الموجودة فيه، ثم الكرازة بتحقيق هذه النبوّات، والتي كانت بمثابة تهيئة من الله للبشريّة قبل مجيء المخلِّص الإلهي..

3- السيّد المسيح مخبوء في العهد القديم ومُعلَن في العهد الجديد.. ولذلك لكي نعرف جيّدًا مَن هو المسيح في العهد الجديد من المهمّ أن ندرس العهد القديم كأساس وخلفية للفهم.

4- العهد القديم يخبرنا عن علاقة الله بالبشرية وتطوّرها، وكيف خلقنا الله على صورته، ثمّ كيف أعدّ الله لنا خطّة الخلاص بعد سقوطنا.. وهذا تاريخ أساسي نبني عليه معرفتنا بالمخلّص الذي جاءنا في العهد الجديد لكي يعيد لنا صورتنا الأصليّة الجميلة فيه، بعد أن أظهَرَ حبّه لنا في أعظم تجلّي على الصليب، لكي يتمّم لنا الفداء بدمه..

5- الشرائع الناموسيّة كانت موضوعة لتهذيب البشريّة حتّى يأتي ربّ الشريعة ويرفعنا من مستوى الحرف إلى مستوى الروح.. فالناموس كان مؤدِّبنا للمسيح كما قال القديس بولس الرسول (غل3: 24) ، أمّا الآن فنحن خليقة جديدة في المسيح يسوع، وصارت الوصيّة بالنسبة لنا «مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ» (2كو3:3).. وهو ما تنبّأ عنه إرميا النبي قائلاً: «هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ، قَائِلِينَ: اعْرِفُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ» (إر31، عب8).

6- جاء السيّد المسيح ليعلّمنا التركيز على جوهر الوصيّة وهو الحُبّ والعدل والإيمان والقداسة، وليس مجرّد الشكل الخارجي والتنفيذ الحرفي للوصيّة.. وقد شرح ذلك مرارًا وفي مناسبات عديدة.

7- ما هو مكتوبٌ في العهد القديم هو جِذر شجرة الإيمان بالمسيح.. ولذلك من الضروري أن نبني إيماننا بالمسيح المُخَلّص على أساس فهم جيّد لأسفار العهد القديم التي تكلّم فيها أناس الله القدّيسون مَسوقين من الروح القدس (2بط1: 21).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx