اسم المستخدم

 

كلمة المرور

 

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون22 يونيو 2018 - 15 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

دروس من حياة آبائنا الرسل (2)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

22 يونيو 2018 - 15 بؤونة 1734 ش

تحدثنا في العدد الماضي عن بعض الدروس اللازمة لحياتنا نتعلمها من سيرة آبائنا الرسل الأطهار، وهي دروس نافعة لنا كشهود لربنا يسوع المسيح في العالم وكخدام نتمثّل بسيرتهم الطاهرة... وفي هذا العدد نسكتمل بعضًا من هذه الدروس...

4– في خدمة الكرازة استطاع آباؤنا الرسل أن يتخطّوا الفوارق الفردية.. فقد كان الرسل متباينين في أمور كثيرة، فبعضهم كانوا صيادين بسطاء، والبعض كانوا فلاسفة وأطباء، بعضهم كانوا متزوجين والبعض كانوا بتوليين، بعضهم كانوا أثرياء والبعض كانوا بسطاء الحال، بعضهم كانوا كبارًا في السن وآخرون كانوا شبابًا... لكنهم جميعًا عاشوا بمبدأ واحد، لم يكن اختلافهم يوما سبب تعالي واحد على الآخر.. فكل من يريد أن يحيا لله لابد أن يتعلم ان يصير في وحدة مع إخوته، امرأة أو رجل.. مسن أم شاب.. صاحب مركز اجتماعي أم لا.. الكل واحد.. فبطرس لم يتعالَ لكونه أول الرسل، كما أن بولس لم ينتفخ لكونه أكثرهم ثقافة.

5- في خدمة الكرازة كان التخلي عن الذات هو أهم ما ميّز الآباء الرسل: فلم يفكر أحدهم ما هي الكرامة أو المكسب الذي سيعود عليه من الخدمة، لم يفكروا أبدًا في ذواتهم، فالذات هي المعطِّل الأول لمجد الرب، فمن يضع ذاته أولًا ينظر للآخرين أنهم لابد أن يتبعوه.. فالذات تطلب الكرامة والتمجيد والمديح، وتسبّب الصراعات والخلافات. أمّا آباؤنا الرسل فقد كرزوا دون أن ينتظروا مقابلًا من أي نوع.. لم ينظر أحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو للآخر.. فهذا معلمنا بولس الرسول يبتهج أن يشاركه الآخرون في خدمة الشهادة للرب (في1: 15-18)، كما نراه أيضًا في فيلبي مرفوضًا وجالسًا عند مدخل المدينة، لم يقبل دعوته سوى ليديا بائعة الأرجوان ونفر قليل من فيلبي.. ولم يحزن بولس الرسول بل أكمل خدمته في سلام.. لأن الذات لم تكن هدفًا لخدمته... لذلك لنحترص في كل خدماتنا ألّا يكون لنا هدف سوى مجد الرب وحده حتى نستطيع أن نتمّم خدماتنا بسلام.

6- تعلم آباؤنا الرسل التلمذه العملية على حياة الرب يسوع: فقد سمعوا جميعهم تعاليمه، وعاشوا معه، فتعلموا من حياته وكلماته.. وفي كل مقابلة للرب يسوع مع الناس، وفي كل حوار له مع من تعامل معهم، كان التلاميذ يتعلمون من حديث الرب.. ليس فقط من تعاليمه للجموع، فيسوع اصطحب تلاميذه معه ورأوه يصلي مرارًا كثيرة في جبل الزيتون، وهناك سألوه أن يعلمهم كيف يصلون فعلمهم أن يصلوا قائلين «أبانا الذي في السموات..» (مت6: 9). فلم تكن تلمذه الآباء الرسل على أفكار نظرية، بل حياة.. لذلك فالخادم الناجح يتعلم من الرب يسوع ومن الكنيسة، ويعيش ما يتعلمه عمليًا قبل أن يعلّم به. على الخادم الحقيقي أن لا يتبع التعليم النظري فقط، بل يعيش حياة مسيحية حقيقية على مثال ربنا يسوع قبل أن يعلّم، لكي تكون خدمته مؤثرة، فالرب يسوع نفسه علّم تلاميذه: «أمّا مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ فهذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السموات» (مت5: 19).

7- آباؤنا الرسل أدركوا فكرة عمومية الكرازة: فقد تعلّموا أن الرب يسوع لم يرسلهم إلى قطاع معين من البشر بل للعالم كله، فذهبوا إلى أقاصي الأرض، إلى كل مدينة وقرية، ولم يعطّلوا رسالة الخلاص، واستخدموا الطاقات البسيطة، وكانوا أمناء في إرساليتهم... هكذا نحن كسفراء عن الرب يسوع، ليست خدمتنا محدودة بنطاق خدماتنا البسيطة في الكنيسة، لكننا يجب أن ندرك أن علينا أن نحمل اسم الرب يسوع في كل مكان نوجد فيه، ولكل البشر الذين لم يسمعوا بشرى الخلاص.. وهذا هو ما تقدمه الفضائيات المسيحية بصورة أو أخرى هذه الأيام، لكي تصل الكرازة بالإنجيل إلى المسكونة كلها -بحسب كلمات الرب يسوع- قبل انقضاء العالم.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق  
موضوع التعليق  

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx