اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

زيارة تاريخية

قداسة البابا تواضروس الثانى

06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش

نشكر الله كثيرًا على زيارة لبنان رغم أنها كانت قصيرة من مساء الأربعاء 20/6/2018 إلى مساء السبت 23/6/2018، إلّا إنها كانت عظيمة البركات، ويمكن أن نسميها "زيارة تاريخية" تُسجَّل في تاريخ أحداث الكنيسة في الشرق الأوسط.

كان معنا وفد كبير، اثنان من كلٍّ من المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان وشماس وخادمة. وبدأنا عقب وصولنا بزيارة الكنيسنة القبطية في لبنان وهي كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مار مرقس الرسول، وبعد أن ألقى نيافة الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي كلمة ترحيب واستمعنا لعدة ترانيم جميلة من كورال الكنيسة، ألقيت عظة الأربعاء عن "الأمانة في حياتنا"، ثم جلست للسلام على جميع الحاضرين وتوزيع الهدايا، وبعدها تناولنا العشاء في محبة وضيافة نيافة المطران وكاهن الكنيسة النشيط القمص رويس الأورشليمي وأراخنة وشعب الكنيسة المبارك.

وقرب منتصف الليل سافرنا إلى المقر الجديد للكنيسة السريانية في منطقة العطشانة في جبل لبنان حيث ستكون إقامتنا خلال أيام الزيارة.

كان للزيارة ثلاثة أهداف رئيسية هي:

أولًا: حضور الاجتماع الدوري لبطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية Oriental بالشرق الأوسط، وهذه هي الدورة الثانية عشرة منذ أن بدأت هذه الاجتماعات عام 1997. وقد بدأت الاجتماعات صباح الخميس 21/6/2018 برئاسة الآباء البطاركة الثلاثة مع وفود كل كنيسة من المطارنة والأساقفة. وكان لنا جلستان ومناقشات واسعة حول الموضوعات التي تهم كنائسنا الشقيقة، خاصة موضوع الانشقاق الحادث في كنيسة الهند الأرثوذكسية. وقد اتفقنا على تشكيل لجنة رفيعة المستوى للاجتماع في القاهرة في سبتمبر القادم وفي ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمحاولة رأب الصدع وتوفير أجواء المصالحة والسلام عبر الحوار.

كما راجعنا موقفنا من الحوارات اللاهوتية مع الكنائس الأخرى، ورحبنا بفكرة عقد لقاء موسع لجميع بطاركة الكنائس الأرثوذكسية وللصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وتأكيد المحبة المشتركة والعمل الاجتماعي بين الكنائس.

ثانيًا: تسليم جزء من رفات القديس ساويروس الأنطاكي وهو القديس الذي عاش 79 سنة منها العشرين سنة الأخيرة في مصر حيث تنيح عام 538م. وقد نشرنا سيرته في عدد المجلة الماضي. وقمنا – البطاركة والأساقفة – بتدشين كنيسة جديدة على اسم القديس في عصر يوم الخميس 21/6/2018، حيث تم تدشين المذبح والشرقية والأيقونات الحائطية بالصلوات والميرون، وباللغات السريانية والقبطية والأرمنية والإنجليزية والعربية. وقد بُنِيت الكنيسة بطراز معماري جميل، وحضر كثير من الرهبان والكهنة والراهبات والأراخنة والشعب. وقد ألقى قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كلمة شكر فيها حضور الكنيسة القبطية المصرية التي قدمت جزءًا الرفات في محبة وأخوة وتواصل عبر القرون. كما قمتُ بقراءة الوثيقة المرفقة بالرفات والصادرة عن دير الشهيد العظيم مار مينا والمُوقَّعة منّا ومن أسقف ورئيس الدير نيافة الأنبا كيرلس آفا مينا والراهب القمص رافائيل آفا مينا تلميذ البابا كيرلس السادس والراهب القمص ساويروس آفا مينا المعتني بالرفات في الدير العامر. وكان يومًا مفرحًا ومُعبِّرًا عن المحبة العميقة التي تربط كنائسنا الأرثوذكسية الشقيقة والواحدة في الإيمان والعقيدة عبر الأجيال.

ثالثًا: اشتركنا نحن البطاركة الثلاثة في قداس إلهي واحد (قداس مار يعقوب) وذلك للمرة الأولى معًا، وقد كانت الصلوات بالسريانية والعربية واليونانية والإنجليزية. وحضر القداس رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل عون، وخمسة بطاركة من الكنائس المسيحية في لبنان، مع عدد كبير من المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والوزراء والمسئولين اللبنانيين، والسفير المصري في لبنان نزيه البخاري، مع جمع كبير من الشعب. وتمت الصلوات في كنيسة العذراء مريم بالعطشانة، وهي كنيسة كبيرة وتقع في نطاق المقر البطريركي. وبعد القداس افتتح رئيس الجمهورية والآباء البطاركة المقر البطريركي الجديد بالعطشانة في جبل لبنان، وتم تسجيل هذا الحدث على لوحة رخامية تذكارية باللغات السريانية والعربية والإنجليزية. وأُذيع حفل الافتتاح على القنوات اللبنانية.

ونشكر الله الذي أتم لنا هذه الأهداف الثلاثة، ولكن من جزيل نِعَمه وإحساناته أعطانا أيضًا عدة مقابلات وزيارات هامة. كان على رأسها زيارة السيد رئيس الجمهورية العماد ميشيل عون في قصره في بعبدا، وكانت لنا جلسة طيبة في حضرته. كما زرنا السيد سعد الحريري رئيس الوزراء المُكلَّف بتشكيل الوزارة اللبنانية الجديدة، وقد استقبلنا في منزله وسط حفاوة وحضور عدد من الوزراء والمسئولين، وقد أهدانا مجلدًت كبيرًا عن المواقع السياحية والأثرية الدينية في لبنان، والتي تربو على خمسمائة موقع. أيضًا زرنا السيد نبيه برّي رئيس مجلس النواب اللبناني، وكانت الجلسة معه ثرية بالحوار والقصص والمناقشات حول قضية فلسطين واهتمام مصر بها، وعن مشاهد من التاريخ، وكيف أن السيد المسيح صنع إحدى معجزاته على أرض لبنانية (وهي معجزة شفاء ابنة المرأة الكنعانية)، وأهدانا بحثًا دارسيًا كبيرًا عن هذا الموضوع.

لقد كانت هذه الزيارات الثلاث ردًا على محبتهم وزيارتهم لنا في الكنيسة القبطية والمقر البابوي في أوقات سابقة.

وقد أزاد الله بركاته علينا بزيارة مقر الكاثوليكوس آرام الأول للكنيسة الأرمنية، ومقابلة الآباء الكهنة والرهبان، زيارة النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية على أيدي أتراك الدولة العثمانية منذ حوالي مائة عام، وتم تبادل الهدايا والصور.

كذلك زرنا دير مار إلياس بصحبة غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك الروم الأرثوذكس، وكان لنا وقفة صلاة وزيارة كنائس الدير، وتناول العشاء معًا جميعًا في ابتهاج وبساطة قلب.

كما زرنا غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي وكانت هناك فرصة للقاء منفرد معًا بعد لقاء الوفدين الماروني والقبطي بحضور الأمين العام الجديد لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا شعلاني.

كذلك زرنا دير مار يعقوب للراهبات حيث بدأنا بصلوات مشتركة من الكنيسة السريانية والكنيسة القبطية، ثم تناولنا إفطارنا معًا قبل أن نسلم على الأمهات الراهبات ونوزع الهدايا ونلتقط الصور التذكارية.

وكان ختام زيارتنا إلى لبنان تلبية دعوة سفيرنا النشيط في لبنان السيد نزيه النجاري والسيدة الفاضلة حرمه مع دعوة عدد كبير من المسئولين اللبنانيين والضيوف الأعزاء، وعلى مائدة الغذاء تبادلنا الكلمات الطيبة مع الهدايا والصور التذكارية مع أعضاء السفارة المصرية وكل الحاضرين، ثم توجهنا إلى مطار رفيق الحريري في بيروت.

وعدنا بسلامة الله إلى بلادنا الحبيبة مصر في مساء السبت 32/6/8102، ونشكر الله على النعم الجزيلة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx