اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

دروس من حياة آبائنا الرسل (3)

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش

تحدثنا في الأسابيع الماضية عن دروس عدة نتعلمها من حياة آبائنا الرسل. نستكملها هذا العدد ببعض الدروس الجديدة بمناسبة احتفال الكنيسة بعيد الآباء الرسل الأطهار...

8- تميز آباؤنا الرسل بجدية الحياة مع المسيح والالتزام، بالدروس التي علمها لهم... فعندما اختار الرب الاثني عشر تلميذًا والسبعين رسولًا، وأرسلهم في رحلات خدمة لتدريبهم على الخدمة، وأعطاهم سلطانًا ليصنعوا الأشفية والآيات والعجائب ويخرجوا الشياطين، يقول الكتاب: «رجع التلاميذ فرحين قائلين له: حتى الشياطين تخضع لنا باسمك»، فتكلم يسوع معهم مُوجِّهًا: «لا تفرحوا بهذا أن الشياطين تخضع لكم، بل بالحري افرحوا أن أسماءكم قد كُتِبت في ملكوت السموات» (لو10: 17-20)، ومن ذلك اليوم لم نسمع قط أن التلاميذ اهتموا أو فرحوا بالسلطان الرسولي.. بل بالحري كان كل اهتمامهم ان ينشروا رسالة الخلاص لكل العالم. كان آباؤنا الرسل جادين في حياتهم مع المسيح، وكانوا يقتبلون الدورس من فم الرب، ويلتزمون بها مدى الحياة.. وبنفس الموقف عاش كل قديسي الكنيسة، وها هو أحد الآباء النساك يذكر أن الشياطين لم يستطيعوا أن يسقطوه في خطية واحدة أكثر من مرة... وبنفس الفكرة علينا كخدام وأبناء لكنيستنا الرسولية أن نأخذ حياتنا الروحية بنفس الجدية، ونلتزم بكافة الدروس التي نتعلمها، ولا نهمل جهادنا في وصايا الكتاب كل يوم.

9- آباؤنا الرسل جميعهم اشتركوا في فكرة قبولهم للألم، والتزامهم بحياة الشهادة: فجميع الآباء الرسل كانت رسالتهم أن يشهدوا عن حياة وخلاص الرب يسوع والفداء الذي صنعه لأجل البشرية كلها، فكرزوا بكلمة الرب في كل العالم، كما قبل جميعهم آلام الاستشهاد في سبيل شهادتهم بالكلمة، حتى أن كل الآباء الرسل قد أنهوا حياتهم بالاستشهاد بصورة أو بأخرى فيما عدا معلمنا يوحنا الحبيب... لذلك عندما نتعرض للآلام علينا ألّا نحزن لأن هذه هي طبيعة الحياة المسيحية.. فالألم كان دائمًا ملازمًا للمسيحية، إلّا أننا رغم كل الآلام نعرف أننا لا نؤمن بإيذاء الآخر مهما كانت قسوته وشراسته، فنحن لا نؤمن بالعنف أبدًا في حين أن آخرين يعتبرون العنف جزءًا لا يتجزّا من قضية الجهاد!!

10- كل آبائنا الرسل آمنوا بأهمية خدمة الكلمة: فجميعهم خدموا في العالم خدمة الكلمة المسموعة، ونادوا بالخلاص للجميع، والبعض منهم كتب بالوحي الإلهي البشائر والرسائل التي تضمنها كتاب العهد الجديد. لهذا فعلينا كأبناء لهؤلاء الآباء العظام أن نلتزم في كل أحاديثنا ومعاملاتنا اليومية في حياتنا وسلوكياتنا وكتاباتنا على السوشيال ميديا، أن يكون اهتمامنا الأول هو الحديث عن الله وعن الخلاص الذي فعله مخلصنا يسوع المسيح الرب من أجل العالم.

11- جميعهم استحقوا المجد والكرامة رغم انهم لم يطلبوها... فكلنا -كخدام- علينا أن نجتهد في خدمتنا ونكون أمناء فيها، وعندها أيضا سنستحق الكرامة التي وعد بها الرب تلاميذه، وهو أن يكونوا معه كل حين في الأمجاد السماوية.. فهؤلاء الآباء الذين تعبوا، نحن اليوم نكرّم أجسادهم، ونقتدي بسيرتهم العطرة، ونسمي كنائسنا وأولادنا بأسمائهم، ونصوم صومًا تذكارًا لجهادهم وصومهم، ونعيّد بذكرى استشهادهم... هذا إلى جوار المجد السماوي الذي سنراهم فيه في السماء... فإن كنا نشتهي أن نكون مع الرب، علينا أن نكون أمناء في خدمتنا، فنستحق نحن أيضًا كرامة الوجود في معية الرب يسوع.

بركة صلوات وطلبات آبائنا الرسل الأطهار تشمل كنيستنا وآبائها وخدامها ورعيتها، ولنحفظ جميعًا صورة لحياة وجهاد هؤلاء الآباء العظام أعمدة الكنيسة...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx