اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

قشور

الأنبا تكلا - اسقف دشنا

06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش

حينما ذهب القديس حنانيا إلى شاول الطرسوسي وعمّده، نزلت من عينيه قشور (أع9: 1-22)، ولعل هذه القشور كانت هي الحائل أو العائق أمام شاول ليتحول إلى بولس العظيم.. ولعلها أيضا أمام البعض منّا..

+ العمق: إن الفارق بين الإنسان المتدين السطحي والعميق هي تلك القشور.. فما أكثر المتدينين، وما أقل المتعمِّقين.. إن الكثير من الناس يأخذون حرف الدين لا عمق الدين، شكله لا جوهره.. والسبب في ذلك أن هناك قشورًا تحجب الرؤية عنهم.. إنها قشور المادة والعالم. وهذا ما نراه اليوم، بعدت الناس عن عمق الدين بمبادئه وتعاليمه وأخلاقياته، واهتموا بشكل الدين. كمن يهتم بالوقوف في الصلاة، ولا يهتم بالمشاعر والتركيز في الصلاة. أو من يهتم بأن يصوم من بداية الصوم، وقد يقضي فترة انقطاع، ولكنه لا يتغير بسبب الصوم ولا يقدم توبة ولا يحيا تداريب تغيّر من حياته. أو من يهتم بأن يعطي، ولكن مثل الكتبة والفريسيين يعطي بلا خفاء وبلا سخاء وبلا سرور. أو مثل من يهتم بالأنشطة الكنسية دون الاهتمام بالهدف منها، وأنها تربط المخدومين بالكنيسة وبالاعتراف والتناول. أو مثل ما يهتم بحضور الكنيسة ولكنه لا يتأثر بتعاليمها ولا يتغير سلوكه ليناسب صورة أولاد الله.

+ الفكر: هناك أيضًا من لا يستطيع أن يفهم الفكر الصحيح أو لا يريد أن يفهم، بسبب وجود قشور على عقله تجعله يسير في اتجاه خاطئ. وقد تكون هذه القشور هي أصحاب السوء الذين يُدخِلون في الذهن أفكارًا خاطئة يصدقها الإنسان وتكون هي السبب في ضياعه. وقد تكون القشور هي قراءات شريرة تُدخل إلى فكره مبادئ وأخلاقيات متدنية هدّامة تقوده إلى سلوك معين خاطئ. إنها قشور تقف حائلًا أمام الفكر الصحيح. قد تكون أيضًا ترك الإنسان لأذنيه لكيما يضع فيهما الناس ما يريدون. وقد تكون ترك الإنسان لعينيه لتشتهي ما تريد دون أن يتحكم فيها.. كل هذا يقود إلى فكر خاطئ.

+ البصيرة: القديس بولس قبل التحول كان مبصرًا ولكنه لم يكن بصيرًا. كانت على عينيه غشاوة، وحينما اعتمد سقطت من عينيه تلك القشور.. قد تكون تلك القشور فهمًا ناقصًا للأمور تقوده إلى نظر الموضوع بطريقة معينة، ولكن إن فهم الموضوع فهمًا جيدًا ستتغير نظرته لهذا الموضوع. قد تكون هناك أكاذيب وأضاليل عن أمور في الحياة أو عن الحياة نفسها أو عن بعض التفسيرات في الدين، تجعل له نظرة معينة لهذه الأمور تختلف تمامًا إذا نظر للأمور دون هذه القشور.

+ القيادة: هناك من يقود والقشور على عينيه فلا يرى سوى مصلحته الشخصية ولا يرى مصالح الناس. يضع خططًا ضيقة قصيرة لأنه لا يرى سوى تحت قدميه، فلا يضع تكاملًا في الخطط ولا يفكر كيف يعد ويجهز للمستقبل.. قد يقف ساكنًا دون تجهيز أو إعداد لاستقبال المخاطر المنتشرة بعيدًا عنه، وهو يظن أنها لن تستطيع أن تصل إليه. فعندما تصل إليه تدمر كل مافعله.. إن القيادة السليمة هي الرؤية الثاقبة للأمور، ورؤية ما وراء الأحداث، ومحاولة تجنُّب ما سيحدث. إنها الإشباع والارتواء والرعاية، كما قال عنها الكتاب المقدس: «الرب يرعاني فلا يعوزني شيء، في مراعٍ خُضر يربضني، وإلى مياه الراحة يوردني. يرد نفسي، يهديني إلى سبل البر، من أجل اسمه، أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي، عصاك وعكازك هما يعزيانني» (مز23: 1-4).

ليتنا نطلب من الرب أن يرسل لنا حنانيا القديس ليساعدنا في نزول القشور من عيوننا...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx