اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

إكليل الرسوليّة

القمص بنيامين المحرقي

06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش

الرسول هو الذي يُرسَل لهدف معين، ويُمنَح سلطة كاملة، وهذا ما فعله السيد المسيح مع الآباء الرسل؛ حينما قال لهم: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (مت28: 18-20). ويُعتبر الرسول ممثّل شخصيّ لمُرسِله، هكذا كان الآباء الرسل، ويؤكد ذلك قول السيد المسيح لهم: «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (مت10: 40).

لقد آمن التلاميذ بالسيد المسيح، الإله المتجسد. وأحبوه بكل قلوبهم إلى درجة إنهم «لَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ» (رؤ12: 11)، فأماتوا ذواتهم وعاش المسيح في حياتهم، لذلك حملوا نير الكرازة، واحتملوا أتعابها بفرح، وأتمّوا إرساليتهم بإمانة، وحفظوا الوديعة (1تي6: 20) لذلك استحقوا إكليل الرسولية.

وفي سبيل الحفاظ على الرسالة التي حملوها، أحتملوا أتعابًا كثيرة، منها:

1– اضطهادات: يقول القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح: [من يهرب من الضيقة يهرب من الله]. فنحن عن طريق الألم والصليب نشترك مع المسيح في صليبه وبالتالي في مجده: «إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ» (رو8: 17). فقد تعرض معلمنا القديس بولس الرسول لضربات الوثنيين الذين لا يحكمهم قانون معين في وضع العقوبات، فضربوه بلا رحمة بجلدات كثيرة، وكذلك من اليهود (2كو11: 23- 25). تاريخ الرسول بولس كله مليء بالسجون (أع21: 11). كان يترقب الموت كل يوم بسبب كثرة ما تعرض له من اضطهادات. كذلك احتمل القديس يوحنا الحبيب النفي في جزيرة بطمس، من إضطهاد دومتيانوس. كما كرز القديس متياس الرسول في بلاد آكلي لحوم البشر، فقبضوا عليه وقلعوا عينيه وأودعوه السجن.

2– احتمال الإهانات: ولا سيما من الذين ضُربوا بالكبرياء وحب الكرامة، وهذا يجعل الخادم ينحرف عن خدمته، ويحدث إنشقاق في الكنيسة. ويطلبون أن يكون لهم سلطان في الكنيسة، ولتحقيق ذاته وكبريائه يُكثر من الإفتراء والتهكم على الخدام (1كو4: 13). فيقول معلمنا القديس بولس الرسول: «أَنْتُمْ مُكَرَّمُونَ وَأَمَّا نَحْنُ فَبِلاَ كَرَامَةٍ» (1كو4: 10).

3– متاعب السفر: كان القديس بولس الرسول كثير الترحال، فيذكر: «ِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً» (2كو11: 26). فغيرته على الكرازة جعلته يسلك رحلاته التبشيرية. وكثيرًا ما كان يضطر إلى الانطلاق للكرازة في بلاد أخرى تحت ضغط اليهود والمقاومين له والمصممين على قتله. متى الإنجيليّ بشّر في فلسطين - صور - صيدا- الحبشة - أورشليم – الهند - فارس - سوريا - مقدونية – بارثيانس. سمعان القانويّ، جال مبشرًا في أسفار عديدة شمال أفريقيا (قرطاجنة) - أسبانيا - جزر بريطانيا - سوريا- فلسطين - بلاد ما بين النهرين (العراق) - بلاد فارس.

4 - إكليل الشهادة: ارتبط إكليل الرسولية بإكليل الشهادة، فمعظم الآباء الرسل نالوا أيضًا إكليل الشهادة: يعقوب بن زبدي الكبير أول من اُستشهد من الآباء الرسل، بالسيف، نحو عام 44م بأمر من الملك هيرودس حفيد هيرودس الكبير. بطرس الرسول استشهد على يد نيرون، صلبًا منكس الرأس. أندراوس الرسول أيضًا استشهد صلبا في مدينة باتراي في اليونان، وكان صليبه على شكل حرف x. بولس الرسول استشهد بقطع رأسه على يد نيرون على أثر حريق روما العظيم، الذي اتهم المسيحيون بإشعاله عام 64م. توما الرسول أودعوه السجن، وهناك وجدوه يُعلِم المسجونين طريق الله، فعذبوه بمختلف أنواع العذاب ثم قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx