اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

لماذا نضيء الأنوار في الكنيسة؟

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش

العبادة في الكنيسة الأُرثوذكسية تشكِّل جزءًا أساسيًا لا ينفصل عن العقيدة، بل إنّ العبادة هي قلب العقيدة الأُرثوذكسية؛ فالعقيدة الأُرثوذكسية تُفهَم من خلال العبادة؛ بمعنى أن اللاهوت الأرثوذكسي مكثّف في الصلوات الليتورجية الطقسية وبالأخصّ في القُداس والتسبحة.. لذلك فإنّ مَن يعيش بعمق في صلوات الكنيسة يفهم عقيدته ويختبر تأثيرها الرائع في كيانه.

ومن الطقوس الجميلة في الصلوات الليتورجيّة أنّنا نستعمل الأنوار والشموع والقناديل أثناء الصلاة.. فما معنى هذا؟ وهل من ضرورة لذلك؟!

أوّلاً: تضيء الكنيسة قنديلاً أمام أيقونة السيّد المسيح، لتؤكِّد لنا أنّه نور العالم، وهو النور الحقيقي الذي يضيء لكلّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم (يو1: 9).. وأيضًا تضيء قنديلاً دائمًا في شرقيّة الهيكل أمام حضن الآب، مثل نجم المَشرِق الذي أرشد المجوس لبيت لحم حيث الطفل يسوع.. كما تَستخدم الكنيسة الشموع في الإضاءة أمام القديسين، إشارة لأنهم كانوا نورًا للعالم مثل سيدهم، وحياتهم ذابت كالشمعة التي تضيء للآخرين، فصاروا أنوارًا لنا في طريق الخلاص.. كما أنّ حياتهم كانت مملوءة بالحرارة الروحيّة، حرارة حُبّهم للمسيح وغيرتهم في الشهادة له.

ثانيًا: تُضَاء الكنيسة باستمرار أثناء الصلاة، عن طريق الشموع وغيرها، للأسباب الآتية:

1- الكنيسة لُقِّبت بالمنارة:

فقد رأينا في سِفر الرؤيا أنّ المناير السبع هي السبع الكنائس (رؤ1: 20). والكنيسة أيضًا هي السماء المنيرة الكائنة على الأرض، وبها الملائكة المنيرون والقديسون، ويسكن فيها الله النور الحقيقي.

2- الإضاءة أمرٌ إلهي:

الله قد أمَرَ أن تُضَاء المنارة الذهبيّة ذات السبع الشُّعلات في خيمة الإجتماع، بجوار مذبح البخور ومائدة خبز الوجوه طوال الليل والنهار (خر29، خر25: 37، خر27: 20).

3- الإضاءة تسليم رسولي:

يَذكُر سِفر الأعمال أنّ الرسُل كانوا مجتمعين في أوّل الأسبوع ليكسروا خبزًا، أي ليُقيموا القدّاس الإلهي ويتناولوا من جسد الربّ ودمه، «وكانت مصابيح كثيرة في العُلِّيَّة التي كانوا مجتمعين فيها» (أع20: 8). وجاء ذلك أيضًا في الدسقولية التي هي تعاليم الرسل.

4- الإضاءة تُناسِب كلام الله:

يقول المزمور: «مصباح لرجليّ كلامك ونور لطريقي» (مز119: 105). ولذلك فإنّ الكنيسة تضيء الأنوار أو الشموع وقت قراءة الإنجيل إظهارًا لفرحها بالبشارة المنيرة لكلّ العالم، فالكلمة الإلهيّة هي التي تضيء الطريق للسائرين في طريق الملكوت، كما أنّها تنير عينيّ القلب فيفهم إرادة الله ويعاين مجده.

5- الإضاءة تناسب خدمة العهد الجديد:

إن كانت خدمة العهد القديم قد استَعمَلَتْ الإضاءة، فكم بالأولَى تكون خدمة العهد الجديد عهد النور، عندما أشرق السيّد المسيح للبشرية بتجسّده؟! فنحن قد دُعينا أبناء النور.. جميعنا «أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْل وَلاَ ظُلْمَةٍ» (1تس5:5).. فإنّ «اللهَ الَّذِي قَالَ:«أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.» (2كو4: 6).  لذلك فإنّ حضور المسيح وسط شعبه في القداس الإلهي يليق به إضاءة الأنوار.

6- إضاءة القناديل بالزيت لها معاني روحية عميقة:

فهي ترمز للاستعداد الدائم والسَّهَر، والاهتمام بعمل الروح القدس في القلب، مِثل العذارى الحكيمات اللواتي امتلأت مصابيحنّ بالزيت، فاستحقَقن الزفاف للعريس السماوي.. وهكذا يوصينا الربّ يسوع «لتكُن أحقاؤكم مُمَنطَقة، ومصابيحكم مُوقَدَة..» (لو12: 35).




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx