اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 25-26

اخر عدد

الله يختار لخدمته من يشاء (رؤية تحليلية) بمناسبة احتفال الكنيسة بعيد الرسل القديسين

دكتور رسمي عبد الملك

06 يوليه 2018 - 29 بؤونة 1734 ش

نهجت كنيستنا الأرثوذكسية، على الاحتفال بعيد الرسل في موعد ثابت لا يتغير في كل عام (٥ أبيب، الموافق ١٢ يوليو)، وهو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس. وتذكرهم الكنيسة في القسمة الخاصة بصوم الرسل. وفي رؤية تأملية تحليلية لهذين القديسين، نلاحظ أنهما يمثلان نوعين ممتازين، ولكل منهما طابع خاص «لأنه لا يعمل أحد شيئًا من ذاته، بل كل شيء حسب أمر الرب» (خر٣٩: ٤٣).

أولًا: تنوع يميز كل منهما عن الآخر:

نجد بطرس الرسول رجلًا بسيطًا صياد سمك، كان جاهلًا لم يتلقَّ شيئًا من الثقافة والعلم، إنه أحد جُهّال العالم الذي أخزى الرب بهم الحكماء(١كو١: ٢٧)، وقيل عنه هو والقديس يوحنا إنهما «إنسانان عديما الفهم وعاميان» (أع3: ٢٢).

وفي إرسالية كل من القديسين بطرس وبولس كان هناك تمايز أيضًا، فقد بدأ بطرس الرسول خدمته وهو كبير السن ربما كان أكبر سنًا من جميع الرسل، لذلك كانوا يوقّرون سنه. وكان متزوجًا ويجول في رحلاته التبشيرية مصطحبًا معه زوجته (١كو٩: ٥). كما كان القديس بطرس بسيطًا في كتاباته، فقد كتب رسالتين، بأسلوب رجل متشبع بروح الكتاب، وبصحة تفسير الكلمة.

أمّا بولس الرسول فقد أكمل تعليمه الديني، وتعلم الناموس على يدي أساتذة كبار بأورشليم (أع٢٢: ٣٠)، وقد بدأ خدمته في سن أصغر من القديس بطرس، وكان بتولًا (١كو٧:٧)، وكان يدعو إلى أفضلية البتولية. كما كان القديس بولس الرسول غزيرًا في كتاباته أكثر من القديس بطرس، فقد كتب ١٤ رسالة تناول فيها العديد من المسائل اللاهوتية.

كما يتضح أن بطرس كان في مقدمة من اختارهم الرب للعمل معه (مت١٠)، وبولس لم يكن من الاثني عشر، ولا حتى من السبعين رسولًا، بل اختاره الرب أخيرًا بعد القيامة، وبعد اختيار متياس بسنوات، ولم يتبع السيد المسيح في فترة كرازته على الأرض... وهذا -عزيزي القارئ- يظهر لنا أنه ليس بالأسبقية، إنما بمقدار التعب من أجل الله، كما يدلّ على أن الرب يدعو الجميع إلى خدمته، ويستخدم الكل في ملكوته، البسطاء والعلماء على حد سواء، المهم أن يكونوا أواني لديها الاستعداد أن تكون أواني صالحة لعمل نعمته.

ثانيًا: قدرة الله على تحويل السمات الشخصية غير المرغوبة إلى سمات إيجابية:

اتسم بطرس بالاندفاع، وكثيرًا ما وبخه الرب على اندفاعه: عندما تحدث الرب عن آلامه المقبلة (مت١٦)، كذلك عند غسل الأرجل (يو١٣)، وعند القبض على السيد المسيح وقطع أذن عبد رئيس الكهنة (يو ١٨)... وهكذا نرى أن الرب اختاره على الرغم من اندفاعه، ثم حوّل هذا الاندفاع إلى الخير منذ يوم الخمسين، فنراه أول من بدأ بالكلام في ذلك اليوم، وهو أول من بدأ الكلام يوم شفاء الأعرج (أع٣)، وهو الذي كان يتقدم في مناسبات كثيرة. وهكذا استخدم الرب اندفاع بطرس للخير.

أمّا القديس بولس فكان يتسم بالحماس وسرعة الإنجاز، والإخلاص في أداء المهام، وعاش رحلة تبشيرية عجيبة، ثم استشهد وهو في نحو الستين أو السبعين من عمره حيث قُطعت رأسه بالسيف، ولكن حياته كانت حافلة بجهاد عظيم وكأنه عاش عمر متوشالح أكبر معمّر في الأرض!

وهكذا أنهى كل منهما حياته شهيدًا سنة ٦٧م على يد نيرون قيصر، ونالا إكليل الشهادة...

فلنتشبه بهما بأن يصبح الله لنا هو الحصن المنيع الذي نركض إليه ونحتمي فيه ليقود سفينة حياتنا على الأرض، وفي بحر هذا العالم المضطرب، حتى نصل إلى شاطئ الأبدية بسلام...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx