اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

لقاء "باري" المسكوني

قداسة البابا تواضروس الثانى

20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش

شُكْرًا لله الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلَّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيح ِالذَّكِيَّةِ» (2كورنثوس 2: 14-15)

بالحقيقة كان يومًا مشهودًا ما حدث في مدينة باري الإيطالية، وربما ليس له مثيل منذ قرون عديدة، حيث اجتمعت كل مشاعر المحبة المسيحية الصادقة والتي تربط المؤمنين باسم ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، في لقاء حب وصلاة وسلام.

كان اللقاء في مدينة "باري" الإيطالية وهي جنوب العاصمة روما، وهي مدينة ساحلية جميلة الموقع بمبانيها الأثرية وشوارعها النظيفة وشعبها المضياف وقديسيها وأشهرهم القديس سانت نيقولاوس (بابا نويل) وله كنيسة ومزار مشهور للغاية...

وكان اللقاء يوم السبت السابع من الشهر السابع عام 2018، بدعوة من قداسة بابا روما، حيث تم الإعداد له قبل حوالي شهرين من موعده.

وكان المدعوون رؤساء الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية مع ممثلي بعض الكنائس الإنجيلية وغيرهم. بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجموع التي شاهدت الحدث مباشرة، غير المشاهدين له عبر البثّ الفضائي والتليفزيون.

أمّا هدف اللقاء فكان المشاركة في "صلاة مسكونية من أجل السلام خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وقد سادته روح المحبة المسيحية. وكانت هذه الصلاة التي اشترك فيها الآباء البطاركة مع ترانيم الكورال بعيدة عن ممارسة أي صلوات ليتورجية أو سرائرية، كما لم تكن بملابس الخدمة البيضاء. كانت فقط صلوات قلبية، أعدها مسبقًا كل بطريرك واختار اللغة التي يصلي بها، ثم طُبِعت في كتاب واحد دون ترتيب معين إلّا روح الصلاة ليكون العمل كله متناسقًا.

كان اللقاء على مسرح كبير خلفيته البحر، وجلوس الآباء بصورة نصف دائرية جميلة في مواجهة الجموع الحاشدة التي ارتدت "الكاب" الذي عليه شعار اليوم "فيكم السلام"، وذلك للحماية من شدة الحرارة في ذلك اليوم. وانتهت الصلاة بأن حمل كل بطريرك شمعة كبيرة وانتظموا في موكب واحد لوضع الشموع في تشكيل معدني جميل يعبر عن السلام الذي نصلي من أجله.

وقد استغرقت الصلاة حوالي 70 دقيقة، واُستُخدِمت فيه تسع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية واليونانية والقبطية والسريانية والأرمنية والإيطالية واللاتينية.

وعلى هامش لقاء الصلاة المسكوني كانت هناك ثلاث فعاليات:

1- زيارة مزار القديس نيقولاوس والصلاة هناك في طلبات فردية، وذلك في كنيسته المشهورة في "باري".

2- لقاء على مائدة مستديرة دون رئاسة حول رؤية كل واحد من الآباء البطاركة المشاركين حول تفعيل السلام في الشرق الأوسط، وكان منسق المناقشات المطران "بيتسبيلا" من البطريركية الرسولية اللاتينية في أورشليم. وقد استغرق اللقاء حوالي الساعتين، وانتهى بكلمة موجزة من بابا روما، وبعدها أطلق الآباء البطاركة الحمام إلى السماء تعبيرًا عن السلام الذي صلوا من أجله وسط فرح وتصفيق الجماهير والمشاعر التي هزّت الوجدان وهي تطلب السلام من ملك السلام ليكون في كل مكان ليصير أرض سلام.

3- تلبية دعوة أسقفية باري لمائدة الغذاء لجميع الآباء البطاركة المشاركين مع عدد من الأساقفة الكاثوليك الذين حضروا هذه المناسبة الطيبة، وانتهى الغذاء عندما قدّم بابا روما تذكارًا لكل الآباء البطاركة يحمل شعار اللقاء المسكوني.

ولم نتواجد في "باري" إلا ليلة واحدة فقط، من مساء الجمعة 6/7/2018 حتى غروب السبت 7/7/2018 حيث عدنا إلى روما بالطائرة.

وكان يصحبنا في "باري" نيافة الأنبا برنابا أسقفنا القبطي في تورينو وروما، والذي تعب معنا كثيرًا في الإعداد لهذه الزيارة من كل وجه. وكانت زيارتنا إلى روما يومين فقط، بدأناها بالقداس الإلهي للأقباط الموجودين من بعض كنائسنا هناك وذلك في كاتدرائية "سان باولو"، ثاني أكبر كاتدرائية في روما خارج أسوار الفاتيكان، وواحدة من أربع كاتدرائيات يصلي فيها بابا روما. وفي محبة مسيحية خالصة قدمها لنا الكاردينال مايكل هارفي لتستوعب أعداد الأقباط القادمين من عدة كنائس، وكانوا أكثر من ثلاثة آلاف حضروا القداس الإلهي، وقد تحدث فيه الكاردينال الروماني ومندوب وزارة الخارجية الإيطالية والسفير هشام بدر ومندوب عن الفاتيكان.

كما رحب بنا نيافة الأنبا برنابا قبل أن ألقي العظة الروحية للشعب الحاضر، وقد جعلنا الحديث على قسمين: الأول روحي تعليمي (الأحد الأول من أبيب)، والثاني عن حياتنا في مصر، ثم توزيع بعض الهدايا على المسئولين الموجودين.

وبعد نهاية القداس جلسنا لتحية كل الشعب الحاضر فردًا فردًا، مع أخذ الصور التذكارية وتوزيع الهدايا.

وفي مساء الأحد زُرنا السفارة المصرية في روما، وتقابلنا مع السيد السفير هشام بدر وأعضاء السفارة الموقرين، كما حضر السيد وزير الخارجية الإيطالي – في سابقة غير معتادة – مع المديرة العام للخارجية الإيطالية ومسئولة الشئون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي والوفد القبطي، وتناولنا الطعام معًا مع إلقاء الكلمات المُعبِّرة وتقديم هدايا الشكر لكل الحاضرين.. وأخذ الصور التذكارية بعد جولة في مقر السفارة (الذي كان قصرًا للملك فاروق) وكذلك في حدائقه الجميلة.

وفي صباح الاثنين 8/7/2018 زرنا السيد رئيس الجمهورية الإيطالية، ووجدنا حفاوة كبيرة للغاية واهتمامًا بالشئون المصرية. وكانت الجلسة مع سيادته بحضور السفير المصري ونيافة الأنبا برنابا والقس آنجيلوس إسحق السكرتير. كانت الجلسة عميقة وفيها حضور فكري وثقافي كبير.

وفي وقت الظهر من نفس اليوم زرنا عمدة روما وهي سيدة شابة (32 سنة) حاصلة على الدكتوراة، وكان استقبالًا طيبًا، وقدّم أحد المسئولين من مكتبها شرحًا عن الآثار الرومانية الموجودة حول مبنى العمودية، كما جلسنا جلسة ذات حوار طيب عن مصر، ودعوناها للزيارة والتمتع سياحيًا وثقافيًا.

وكان ختام زيارتنا إلى إيطاليا، زيارة السيد السفير محمود سامي سفيرنا في الفاتيكان في السفارة المصرية الموجودة في موقع فريد يليق بمصر، وهو قصر مؤجر بإيجار مرتفع، وغالبًا الاستغناء عنه لا يكون في صالح العلاقات القوية التي تربط مصر بالفاتيكان ودولة إيطاليا، كما قد تشتريه دول أخرى لا يليق لها أن تكون في ذلك الموقع الذي يزوره بابا روما سنويًا.

أننا نشكر الله كثيرًا على كل هذه البركات، وعلى الدور الذي تقوم به كنيستنا الأرثوذكسية، كنيسة الإسكندرية صاحبة التاريخ العريق، والإيمان المستقيم، والاحترام الكامل من قِبَل كنائس العالم نظرًا لكونها من أقدم الكراسي الرسولية بتراثها الغني عبر الأجيال.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx