اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

"لماذا أنت حزينة يا نفسي، ولماذا تزعجينني؟" (مز42: 5)

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

20 يوليه 2018 - 13 أبيب 1734 ش

قال السيد المسيح: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي» (مت6: 24). وهذا معناه أن تلاميذ المسيح لابد أن يتحملوا الشدائد والضيقات والآلام والأحزان. ولكن من الجانب الآخر وعدهم السيد المسيح بعمل الروح القدس في حياتهم! لأن ثمر الروح «مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ» (غل5: 22، 23). وقال لهم: «إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ» (يو16: 20)، «فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ» (يو16: 22). وقال لهم أيضًا: «سلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا» (يو14: 27). ويقول بولس الرسول: «اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا» (في4:4). وقال: «كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ» (2كو6: 10).
السؤال هنا: هل التلمذة للسيد المسيح هي حياة حزن أم حياة فرح؟! 
قول السيد المسيح «سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ» كان يقصد به رؤيتهم له بعد قيامته من الأموات الذي حوّل أحزان الصليب إلى أفراح القيامة. وكأن الفرح قد وُلِد من الحزن!
إن مواعيد الرب أكيدة أن الفرح الروحي يفوق الأحزان التي يتحملها تلاميذه بسبب إيمانهم، وبسبب كرازتهم، وبسبب تنفيذهم لوصاياه.
لذلك يتساءل المرنم في المزمور: «لماذا أنت حزينة يا نفسي؟ ولماذا تزعجينني؟ توكلي على الله فإني أعترف له. خلاص وجهي هو إلهي» (مز42: 5).
لابد أن نجتاز أحزان الصليب حتى نصل إلى أفراح القيامة. حتى في طقس أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد تعيش الكنيسة مع ذكريات الآلام قبل أفراح القيامة.
عيلنا أن نتذكر دائمًا أن «الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج» (مز125: 5)، وأنهم «سيرًا كانوا يسيرون وهم باكون حاملون بذارهم، ويعودون بالفرح حاملين أغمارهم» (مز125: 6).
حياة التلمذة للسيد المسيح لا يمكن أن تتحقق بدون الإيمان كما أشار السيد المسيح هو نفسه وقال لتلاميذه: «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» (يو16: 33). وقال الرسول يوحنا: «وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا» (1يو5: 4). وقال بولس الرسول: «وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عب11: 1). يلزمنا الإيمان والثقة في وعود السيد المسيح بأنه لا يتركنا ولا يتخلّى عنّا، بل وكما يقول بولس الرسول: «لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ» (1كو10: 13).
إن حياة الإنسان المسيحي هي سلسلة من الخبرات الإيمانية في عبور الصعاب، وفي معونة الرب، وفي تحقيق المقاصد الإلهية بالرغم من كل الصعوبات. ليس هناك شيء مستحيل للمؤمن، بل إن الصعوبات والمضايقات تتحول إلى أمجاد، مما دفع بولس الرسول أن يقول: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ للَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رو8: 28). كل الأشياء تعمل معًا للخير: حتى الصعوبات والاضطهادات والإساءات وغيرها، كلها تعمل معًا للخير، لأن عطايا الرب الفائقة ترافق هذه الأشياء وتحوّلها جميعًا للخير.
 



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx